04 نوفمبر 2025

تسجيل

عام الأحقاد وسقوط الأقنعة !

27 ديسمبر 2017

أيام قليلة ونودّع عام 2017 بكل ما حمله من آهات وحسرات ليست بأقل ألماً ووجعا من أعوامنا الفائتة التي تشابهت فصولها في الذل والهوان لأمتنا المغلوبة على أمرها ، عامٌ شهدنا فيه كيف هي الصورة الحقيقية لتشرذم وتفرق دولنا العربية والإسلامية وكيف حال قوتها عندما يكون خصمها طرفا من طرفها والمُحرض الغريب الذي يحمل أحقاده الدفينة هو الذي يُدير المشهد ويتحكم في تفاصيله ليُطوّعه وفق مصالحه وأهدافه !! ورغم أن ختام عامنا المنصرم سيئ الذكر كان يُجسد مدى ما وصلنا إليه من خنوع وذل بعد استخفاف الرئيس الأمريكي ترامب بمشاعر وكرامة أمة المليار ومائة مليون مسلم عندما قرر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعترافه بها كعاصمة للكيان الصهيوني إلاّ أننا ما زلنا نرى دولا من دولنا هي أكثر صهيونية من هذا الكيان المتطرف جعلت نفسها وكيلة لأمريكا والكيان الصهيوني في تنفيذ ضغوطاتها وبلطجتها على الدول التي ما زالت تحمل في قلوبها حفظ أمانة فلسطين بقدسها وكامل ترابها ضد كل مغتصب ومتجبّر أراد أن يُزوّر التاريخ ويدنسه بافتراءات صهيونية فلسطين والتنازل عن حق العرب والمسلمين في هذه الأرض المقدسة !! وبات من الواضح أن الدول التي فرضت الحصار الجائر على قطر هي نفسها التي تُريد أن تُحاصر الدول العربية والإسلامية بعمالتها وتآمرها عليهم من خلال فرض أجندات سادتهم الأمريكان والصهاينة في المنطقة وهو الأمر الذي كشفته نواياهم أيضاً أمام شعوبهم حتى أصبحوا يمارسون صهيونيتهم النتنة علانية وجهاراً أمام كل العالم دون حياءٍ ولا شرف!! ولعل التقارير الأخيرة التي كشفتها العديد من القنوات الإخبارية والصحف والمجلات العالمية تحدثت عن مدى ما تمارسه هذه الدول من ممارسات تُخالف النهج العربي والإسلامي تجاه قضاياها المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية تؤكد هذه الحقيقة بل إن الأمر لم يقتصر على ذلك فحسب وإنما باتت هذه الدول المتصهينة حلفاء رئيسيين يمارسون عنجهيتهم ضد شعوبهم محاولةً منهم لوأد وطمس غير مسبوق لقضية العرب والمسلمين الرئيسية!! أما بالنسبة لقطر فقد كان عام 2017 لها عام التحدي والصمود وصدّ مؤامرات وغدر من كنّا نظنهم أشقاء ويجمعنا بهم مصير مشترك لنكتشف بأن الحقد والغل والكراهية التي يكنونها في صدورهم ضد قطر ورموزها وشعبها لا مثيل له ولا نتخيّل كيف كان هذا الحجم من الغل والكراهية خافياً علينا كل هذا الزمان لينكشف لنا فجأة بأشكاله المقيتة التي لن تمحوها ذاكرتنا ما حيينا ، ومُقابل هذا الفجور في الخصومة من قبل جيران الغدر والشرف و" رُبّ ضارة نافعة " لأن قطر تمكنت من تجاوز هذه الأزمة المفتعلة بفضلٍ من الله ثم بقيادة صاحب السمو أمير البلاد المفدى والجهود المخلصة لرجاله والتفاف أهل قطر والمقيمين حول قيادتهم وتنامي الشعور الوطني وحب وإخلاص هذا الشعب الوفي لترابه ولأميره المحبوب لقهر هذا الحصار الجائر ، وهو الأمر الذي ساهم في تحقيق العديد من الإنجازات في فترة الـ 6 شهور الماضية كان من أبرزها على الصعيد السياسي والدولي إقرار الدول العظمى بصواب وسلامة الموقف القطري وزيف وكذب وافتراء ادعاءات دول الحصار التي من الواضح أنها كانت تخطط للهيمنة على قطر من خلال غزوها للسيطرة على ثرواتها !!  أمّا على الصعيد الاقتصادي فلا شك أن افتتاح ميناء حمد الدولي والاكتفاء الذاتي من السلع والمواد الاستهلاكية وعدم الحاجة بتاتاً للاستيراد من دول الحصار  وتنامي المؤشرات المالية والمصرفية وتعافي أداء قطاعي السياحة والفنادق والهزيمة النكراء لدول الحصار في منظمة إيكاو وحصول طيران القطرية على جائزة أفضل خطوط جوية في العالم يُعد صفعات متتالية لحلف الفجار !! ناهيك عن الإنجازات التي تحققت على الصعيد الرياضي والثقافي والاجتماعي الذي يطول الحديث عنه كثيراً ، وهو ما يجعلنا كمراقبين نتساءل أنه إذا كانت هذه الإنجازات تحققت في أول 6 شهور من الأزمة في ظل الانتكاسات التي تشهدها دول الحصار على كافة الأصعدة فكيف هو الحال في الأشهر القادمة ؟!! ولا نقول إلا اللهم لك الحمد والشكر والمنة وعماااااار يا قطر . فاصلة أخيرة الأمير المنافق كما شبهته صحيفة الواشنطن بوست يقود " قطيع " مستشاريه لتشويه صورة بلاده في كافة المحافل ، ولعل آخرها وزيره " الدرباوي " الذي جسّد أسلوب تعامل سيده وأخلاقياته من خلال منصبه كوزير للرياضة ليسيء لبلده قبل أن يسيء لضيوفه !! رحمك الله يا فيصل بن فهد !!