14 سبتمبر 2025

تسجيل

فى بيتنا طفل عنيف (2)

27 ديسمبر 2015

بعد نشر مقالنا السابق تحت نفس العنوان تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية ورسائل القراء الكرام يعلقون على ما جاء فى المقال وخاصة تلك العادات الغذائية التى أصبحت شائعة وما تتسبب فيه من أضرار صحية لعل أبرزها زيادة الوزن بشكل مضطرد حتى يصل الأمر إلى السمنة وفى بعض الحالات إلى السمنة المفرطة إذا ما كان الطفل لا يمارس الرياضة بإنتظام أو لا يمارسها على الإطلاق وما يصاحب ذلك من تأثير سلبى على عضلات الجسم .. والسمنة باتت هى مرض العصر بالرغم من معرفة كافة الناس للأسباب التى تؤدى إليها بنفس القدر الذى يعرفون فيه كيفية تلافيها أو الحد منها .. ومن البديهى أن يكون الجلوس الطويل أمام الكمبيوتر وممارسة الألعاب الإليكترونية ومشاهدة الأفلام – التى ستتحول فى معظم الأحوال بالضرورة إلى أفلام عنف – تؤثر سلبيا على سلوكيات الأطفال حيث يجنحون إلى العنف تأثرا بما يشاهدونه على شاشة التلفاز وما يمارسونه من ألعاب إليكترونية حيوية وتفاعلا مع ما بداخل هذه الألعاب من صخب وعنف .. وسواء كانت هذه أو تلك فهناك نتائج أكثر ضررا وهى التأثير على نوعية نوم الأطفال وما ينتج عنه من سلوكيات عنيفة وهو الأمر الذى سنتناوله لاحقا فى مقالات قادمة بإذن الله . ومن الأسباب الأخرى للسلوك العنيف لدى الأطفال رصد علماء التربية وعلم النفس ما يلى : - عدم ممارسة الرياضة بإنتظام ولو حتى رياضة المشى . - وكذلك عدم وجود فرصة كافية للعب بما يكفى لتصريف الطاقات المختزنة لدى الأطفال خاصة مع أنظمة الغذاء الغير سليمة والتى تناولناها فى مقالنا السابق تحت نفس العنوان . - فقدان الإحساس بالأمان والثقة بالنفس . - يلجأ بعض الأطفال للعنف للتعبير عن الشعور بالغيرة من الأطفال الآخرين أو حتى إخوتهم . - التعبير عن الشعور بالتعب أو الجوع خاصة لدى الأطفال صغار السن والذين لا يمكنهم التعبير عما يشعرون به عن طريق الكلام . - وكذلك يكون العنف وسيلة لفت نظر الآخرين خاصة عندما تكون الأم كثيرة القلق واللهفة على أطفالها . - التأثر بمصاحبة أطفال لديهم ميول للعنف .. وهنا تأتى مسئولية الأسرة فى وجوب مراقبة أصدقاء وزملاء أطفالهم والتدخل الإيجابى عند اللزوم . - وعن مسئولية الأسرة كذلك عدم مراعاة حالة أطفالهم النفسية كأن تصدر لهم أوامر متضاربة من الكبار ( الأب والأم على سبيل المثال ) . - وأيضا من مسئولية الأسرة ضرورة وجود القدوة الحسنة التى تتصف بالهدوء وعدم اللجوء للعنف عند تناول الأمور . أما عن كيفية التقليل من ظاهرة العنف أو محاربتها فينصح علماء التربية وعلم النفس بعدم اللجوء للضرب والعقاب البدنى بشكل عام أو الألفاظ النابية تنفيذا لأن يكون الأهل قدوة حسنة كما أسلفنا ومراعاة الأمور التالية : - مشاركة الأطفال فى اللعب مما يولد لديهم الإحساس بأنهم محبوبون ومرغوب فيهم . - إتاحة الفرصة للأطفال للعب مع أطفال آخرين لتصريف الطاقات المختزنة كما أسلفنا .. وفى هذا الصدد يفضل أن يكون اللعب فى الهواء الطلق . - توجيه الثناء وإظهار السعادة عندما يقوم الأطفال بأعمال حسنة مما يشعرهم بالثقة بالنفس . - عدم الضحك أو إظهار السعادة والإعجاب عند ترديد طفلهم لألفاظ بذيئة أو عبارات غريبة قد لا يعرف معناها وحتى لا يكون ضحك الأهل مسوغا لتكرار هذه الألفاظ. - توجيه الطفل لممارسة الهوايات التى يلاحظ الأهل ميله إليها وذلك لتقليل الطاقة السلبية . - تعليم الطفل العادات السليمة والفضائل من خلال الممارسة الفعلية .. ومثال لذلك حث الطفل على شراء بعض الحلوى وتوزيعها على أصحابه عند تعليمه فضيلة العطاء .. ويكون ذلك درسا عمليا أكبر تأثيرا من كل النصائح . وتأسيسا على ما سبق فإن المسئولية التى تقع على عاتق الأهل كبيرة وأن الأسرة هى رمانة الميزان فى تنشئة أطفالها . وإلى موضوع جديد ولقاء قادم بحول الله .