29 أكتوبر 2025

تسجيل

فزّاعة العصافير

27 ديسمبر 2015

لا أعتقد أن هناك أسوأ من رذيلة الغرور، الحصول على شهادات عليا تزيد الإنسان تواضعاً هذا بالنسبة للشخص الطبيعي إن لم يكن داء (التكبّر) قد اخترق عقله، يقول آباؤنا وأمهاتنا " ما تتكبر إلا السمادة "، إلا أن “ السمادة “ قد ظُلمت في هذه الحكمة حيث انها تمد النباتات بالحياة، وتُساهم في انتاج الفاكهة، لذا رُبما الأجداد يقصدون “ روث الحيوانات “ أجلّكم الله، فهناك ارتباط لصيق بين الغرور والنتانة. الحصول على مكانة ورفعة مرتبط بتوفيق الله عزوجل، وفي كثير من الأحيان اختبار من خالق السماء، وقد يكون ابتلاء لمن ارتفع فوقهم لاختبار مدى صبرهم على سلوكه وأسلوبه، والوصول إلى القمة لا يعني أن الشخص هبط من السماء على تلك القمة إنما يُفترض أنه قد تحمّل العثرات واجتهد والأهم من ذلك كله اخلاص النية والخُلق الحسن وبذل المستطاع، ولم أجد أسوأ ممن يحاول الوصول على أكتاف الآخرين، ويسرق اجتهادهم فيُظهر نفسه على الملأ (من تحت التربيزة ).صنف (عفريت العلبة) موجود في كل مكان، فيحرص كل الحرص على تواجده في وجهك وقت المصلحة فقط، وترى اسمه يعلو شاشة هاتفك الجوّال من أجل الحصول على منفعة منك، وغالباً ما ترى غباره حينما يحصل على ما يُريد، وهناك من يبذل كل ما بوسعه من أجلك فقط لا لمكانتك العملية لا لشيء إنما لك وحدك ولا يهدف لمصلحة، فمثل هؤلاء تمسك بهم جيداً.جزء كبير ممن نُبتلى بهم هم من صنع أيدينا، فنحن نتعامل مع بشر لهم الحق في المعاملة الحسنة والاحترام، وعندما نواجه صنف “ فزّاعة العصافير “ الذين لا يتركون وسيلة من وسائل “ التطفيش “ و“ التهميش “ حينها نكون على شفا حفرة من الهم، ناهيك عن الغرور الذي يحملونه في معظم الأحيان، فـــ “ الهذربة “ على المنصة بكلمتين قد كتبها لك آخر لا تعني أنك عالم العلماء وقاضي القضاة، وعندما تكون قد اعتليت مكانة ما “ مرتين “ وفشلت في إحقاق الحق هذا لا يعني أنك تستحق مكانة أخرى ثالثة، إلا إذا كان القصد هو تصحيح الخطأ بخطأ، فكثير من أصحابنا لا يتعلمون من أخطائهم السابقة.كلمة أخيرة:عندما يفشل الياباني ينتحر.. وعندما يفشل العربي يُرّقى.( الدكتور / غازي القصيبي) رحمه الله