18 سبتمبر 2025

تسجيل

يهود معادون للعنصرية الصهيونية

27 ديسمبر 2012

تتزايد ظاهرة وجود اليهود المعادين للصهيونية. والذين ينتقدون السياسة العنصرية لإسرائيل. ويعتقدون: بأن هذه العنصرية ستكون سببا في عدم استمرار إسرائيل في الوجود ويتنبأون بأنها ستكون سببا في نهايتها. أواخر شهر أكتوبر الماضي: عقد في جامعة حيفا مؤتمر الرابطة الدولية للدراسات الإسرائيلية.في إحدى ندواته تحدث الكاتب الإسرائيلي سامي ميخائيل عن: العنصرية الصهيونية في الكيان. من خلال القول"بإمكان إسرائيل أن تتفاخر بلقب الدولة الأكثر عنصرية في العالم المتطور".وعن سياسة إسرائيل قال الكاتب: "يوجد خطر حقيقي على إسرائيل إذا لم تدرك القيادة الحالية بحقيقة أن إسرائيل ليست موجودة في شمال أوروبا وإنما في المركز النشط للشرق الأوسط المعذب،وليس لنا مكان فيه بعد أن جعلنا كل المحيط يكرهنا،وشددنا ليل نهار،أن هذا المحيط مكروه علينا أيضاً".وقال ميخائيل محذرا: "قد نفقد كل شيء ودولة إسرائيل ستكون ظاهرة عابرة مثل الهيكل الأول والهيكل الثاني". سامي ميخائيل هو باحث في الشؤون الاستراتيجية. وأديب له العديد من المؤلفات، من بينها: الأدبية وقد ترجم بعضها إلى لغات كثيرة منها العربية، التي يتقنها قراءة وكتابةً وحديثاً. توقعات ميخائيل تعيد إلى الأذهان تصريحات رئيس الكنيست الأسبق:إبراهام بورع، الذي صرّح في مقابلة له في عام 2007 "بأن إسرائيل دولة فاشية وهي قوة استعمارية شبيهة بألمانيا عشية صعود النازية إلى الحكم". وحول واقع الحياة في إسرائيل قال بورغ آنذاك: "إن أكثر من نصف النخب الإسرائيلية لا يريدون لأبنائهم العيش في دولة إسرائيل" ونصح الإسرائيليين باستصدار جوازات سفر أجنبية.وحول المستقبل أضاف بورغ في المقابلة الصحفية التي أجرتها معه صحيفة يديعوت أحرونوت من خلال الصحفي آري شاليط ونشرتها في 8 يونيو 2007: "أن يهودية دولة إسرائيل ستقرّب نهايتها". حينها ثارت ضجة كبيرة في الكيان الصهيوني وكانت بمثابة الهزة الأرضية القوية بمقاييس ريختر، فبورغ هو ابن للحاخام يوسف بورغ. الذي كان مقرباً من ديفيد بن غوريون، وهو تولى منصب رئاسة الوكالة اليهودية لسنوات عديدة، وتسلم رئاسة الكنيست في الفترة بين عامي 1999-2003 وتولى مناصب وزارية عديدة. ونافس مراراً إيهود باراك على زعامة حزب العمل. أيضاً فإن ما سبق يذكر بالمؤرخ الإسرائيلي: إسرائيل شاحاك وكتاباته وبخاصة مؤلفه "التاريخ اليهودي،الديانة اليهودية،وطأة ثلاثة آلاف سنة"، وفيه يفصّل في شرح العنصرية في تاريخ اليهود تجاه الآخرين. والتي ازدادت حدتها بوجود دولة إسرائيل". وحول توقعاته بالنسبة لمستقبل دولة إسرائيل صرّح شاحاك مراراً "بأن مصيرها إلى زوال" ولذلك كان مُحَارَباً في الكيان الصهيوني بوسائل عديدة. في نفس السياق يأتي: أستاذ التاريخ (المؤرخ) الإسرائيلي:ايلان بابيه في مؤلفه القيّم"التطهير العرقي للفلسطينيين" والذي يكشف فيه المخططات الإسرائيلية بعيد إنشاء الدولة الصهيونية وبالوثائق: تطهيرها العرقي للفلسطينيين. وتواريخ المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحقهم، وغير ذلك من أشكال القتل والتحايل لتهجير الفلسطينيين. بابيه ومثلما ذكر في تصريحات ومقابلات كثيرة له" أنه ونتيجة لعنصرية إسرائيل ودمويتها لم يستطع العيش فيها"،ولذلك غادر إلى بريطانيا وهو يمارس التدريس في إحدى جامعاتها. لنفس السب سبق للمحامية الإسرائيلية التي اشتهرت بدفاعها عن الأسرى الفلسطينيين في المحاكم العسكرية الإسرائيلية: فيليتسيا لانجر، أن هاجرت هي وعائلتها إلى ألمانيا. بابيه ولانجر يعترفان في أقوالهما: إن استمرار إسرائيل في نهجها الدموي مع الفلسطينيين وفي عنصريتها المتزايدة سيؤدي بالضرورة إلى زوالها. هؤلاء قلّة من الإسرائيليين الذين يتنبؤون بإزالة هذه الدولة، وقيمة أقوالهم أنهم يهود، عاشوا (ومنهم لا يزال يعيش: بورغ، ومنهم من مات: شاحاك). لسنوات طويلة في الكيان الصهيوني وعاشوا في تماس مع كافة أشكال العدوان والقتل الذي مارسته إسرائيل وما تزال ضد الفلسطينيين والعرب. ولأن الفاشية والعنصرية متلازمتان مع العدوان، والشوفينية، والعنجهية، والأنا فوق كل البشر، هذه الصفات ليس لها حدود في هذه الدولة وستظل من سماتها الرئيسية، طالما بقيت، فلذلك من الطبيعي أن يكون مصيرها إلى زوال. هؤلاء يرددون حقيقة علمية تم تأكيدها بالحقائق التاريخية: ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية، اكتسحتا في تحالفهما أوروبا. واحتلتا مناطق من الأراضي، شاسعة، ولكن بعدوانيتهما وعنصريتهما: حفرا قبريهما بأيديهما، وأصبحتا في ذمة التاريخ وعلى مزابله.النظام العنصري في جنوب إفريقيا كان مصيره إلى زوال، وغير ذلك من الأمثلة.الدولة الصهيونية لن تكون استثناءً من هذه القاعدة،لذا فمصيرها إلى زوال. حرّي القول: إن العامل الفلسطيني والآخر الشعبي العربي وعنوان العامليْن: المقاومة للمشروع الصهيوني برمته، وهما فاعلان على هذا الصعيد،فالمقاومة الفلسطينية وإن انحسرت لفترة،فهي ستظل قائمة، كذلك المقاومة الوطنية اللبنانية بالمعنى الفعلي، عامل مقاومة لإسرائيل. هاتان المقاومتان رأس جسر على المدى المستقبلي التاريخي، لإمكان قيام مقاومات شعبية عربية أخرى للمشروع الصهيوني في المنطقة. الفلسطينيون مؤمنون ومصرون على نيل حقوقهم، والأمة العربية كذلك من المحيط إلى الخليج: تعتبر المشروع الصهيوني طارئاً على المنطقة، ومصيره مثل مصير كل المستعمرين والمحتلين الذي جاءوا إلى هذه المنطقة، وفي النهاية حملوا عصيّهم على كواهلهم واضطروا إلى الرحيل. العدوان الإسرائيلي مستمر طالما بقيت دولته، لذا فإن الصراع الفلسطيني العربي - الصهيوني سيظل قائماً، والدم لا يستسقي إلا الدم. العدوان والعنصرية لن يتوقفا في هذا الكيان، فبعد ما يزيد على الـ64 عاماً على الإنشاء القسري لهذه الدولة المغتصبة، التي كانت وستظل متحالفة مع كافة أشكال الاستعمار، لم يزدد فيها سوى العنصرية والعدوان، بالتالي ستتوقع مقاومة هذا المشروع المؤهل من داخله إلى الزوال، مثلما يتوقع هؤلاء الإسرئيليون الاستراتيجيون في نظرتهم لمستقبل الصراع العربي – الصهيوني.