12 سبتمبر 2025

تسجيل

قريبا.. وداعا عام 2011

27 ديسمبر 2011

لا شك أن لدورة الأيام فى حياتنا حكايا، وان هناك أعواما بذاتها نذكرها ونستعيد أحداثها كلما أوشكنا أن نودع عاما بعد عام، ومع الأيام القليلة المتبقية التى نودع فيها عام 2011، لا يمكننا أن نتجاهل بأنه عام فيه اختلاف كبيرعما سبقه من أعوام، فقد كان حافلا بالأحداث الكثيرة والكبيرة، وبالمفاجآت التى تفوق مستوى الخيال، انه عام الآيات والعبر لمن يعتبر، انه العام الذى أذهل العالم بالتغييرات، وقد رأينا فيه بأم أعيننا كيف انحدر فيه جبابرة من بروجهم العالية لأسفل سافلين. ولم يكن عام 2011 مختلفا على الصعيد العالمي، وانما كان كذلك على الصعيد الشخصى أيضا، فقد كان مختلفا عن كل ما مر بحياتى من أعوام، انه عام أعتقد أنه من الصعب على الذاكرة أن تنساه، تذوقت فى هذا العام طعمين متناقضين مختلفين، تذوقت مرارة الألم والحزن، كما عرفت فيه ومع نهايته لذة طعم الفرح، وذرفت فيه دموع الحزن الحارة، كما عانقت عينى فيه دموع الفرح الحقيقية. كان الأهم من كل ذلك، أننى تعلمت فيه ما لم أتعلمه فى أعوام مضت من حياتي، وهو ما سيكون طريقا انتهجه بعدها، فقد كان ما تعلمته وآمنت به كل الايمان جملة واحدة هى خلاصة كل ما مر بى هذا العام، وهى تتجلى فى قوله تعالى: (ان مع العسر يسرا)، تعلمت أن اليسر بعد العسر أحد القوانين العظيمة لله عز وجل رحمة بعباده، تعلمت أن كل ما يمر بنا من آلام مهما وصلت لذروتها فلا بد من الانفراج، انه قانون الحياة، فمهما طال علينا الليل لا بد من ظلامه أن ينجلي، ولا بد من نور الصباح أن يعود ينير حياتنا.كما أن فى العالم العربى هذا العام ولدت آلاف من القصص الحزينة، التى خلفت آلافا من الثكالى والأرامل واليتامى، ورغم ما ذرفوا من دموع، وما لفهم من أحزان، وما تكبدوا من خسائر، الا انهم رأوا أيضا فى انتصاراتهم يسرا بعد شدة، ونصرا بعد ذل وخذلان.ومع الأيام الأخيرة المتبقية فى عام 2011، أقول لكل من ودع حبيبا، أو فقد غاليا ان ذاكرة قلوبنا تطفئ داخلنا رغما عنا كل عام، فى نفس الزمن والتاريخ شموع جروحنا الكبيرة،فتحتفل بحزنها وتطفئ شموعها بشيء من دموع، فالأحزان الكبيرة فى حياتنا قد تستطيع أن تكسرنا، ولكن لا بد أن مرور الأعوام سوف يلقى بجبيرته على ظهورنا، يشدنا ويفقد كل حزن وهجه، ولا بد للفرح وان كان باهتا أن يتغلغل داخل قلوبنا ويشعرنا بلذته.وان ظننا أحيانا أن الحزن فى داخلنا أكبر كثيرا من البكاء ومن العزاء، فعزاؤنا رغما عنا أيضا أن الأعوام التى تحزننا، مرورها وتعاقبها فى حياتنا هو نفسه الذى يداوينا، ونجد أننا بدأنا نعقد صلحا مع الحزن، ونشق طريقا للفرح والابتسام. ورغم كل شيء، الحياة تستمر، ويستمر من عليها يطوى صفحة عام ويستقبل عاما جديدا آخر، ولا يكف عن التمنى والأمل..وبكل آلامك، وبكل أفراحك.. وداعا عام 2011 [email protected]