11 سبتمبر 2025

تسجيل

تمديد الهدنة أمنية مُلحة

27 نوفمبر 2023

اليوم هو اليوم الرابع للهدنة وهو الأخير بحسب الاتفاق المبرم بين كتائب المقاومة والاحتلال الإسرائيلي بوساطة قطرية نجحت حتى الآن وباقتدار على تبادل الأسرى بين الجانبين، حيث يتوقع اليوم أن يتم الأسرى الإسرائيليون العدد 50 من الذين أسرتهم كتائب القسام وتم استلامهم منها، بينما تحرر 150 أسيرا فلسطينيا من سجون العدو الإسرائيلي وعودتهم إلى بيوتهم وعائلاتهم ومنهم أقدم أسيرة وهي ميسون موسى الجبالي التي كانت معتقلة منذ عام 2015 والأسيرة إسراء جعابيص والتي تعد أيقونة نظرا لظروف اعتقالها عقب انفجار سيارتها عند نقطة تفتيش إسرائيلية لخلل في كهرباء سيارتها قبل أن تنفجر نظرا لوجود عبوة غاز منزلية فيها واتهمتها إسرائيل آنذاك بأنها كانت تحاول القيام بعملية استشهادية، رغم أن الحادث كان عرضيا واحترقت إسراء بنحو 70% مما أدى لتشوه كبير في وجهها وجسمها وبُترت أصابعها بحيث تمت محاكمتها في زنزانتها لحالتها الخطيرة والتي افتقرت للرعاية الطبية الضرورية وعانت من إهمال طبي كبير أدى لسجنها ظلما، ولذا أدى تحريرها في اليوم الثاني للهدنة إلى زخم إعلامي وشعبي كبيرين ومع دخول اليوم الرابع والأخير فغننا لا زلنا نأمل أن تتمدد هذه الهدنة التي لم يكد أهل غزة أن يلتقطوا أنفاسهم فيها باعتبار أن من لا يزال في شمال ووسط غزة لا يزالون يعانون أشد المعاناة من سياسة التجويع والحصار ومنع شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع من معبر رفح ضمن بنود الاتفاق المبرم من الجانبين في تعمد واضح لقطع سبل الحياة بالنسبة لأهل الشمال وهو الجانب الذي تتركز فيه القوات البرية الإسرائيلية وقامت بأفظع الجرائم والمجازر فيه إلى جانب القطاع بأسره والذي قُدّرت مجموع ما ألقته الطائرات الإسرائيلية على المدنيين والأطفال والعائلات ومدارس الإيواء للنازحين للأونروا ومساكن الأبرياء العُزّل ما يقارب 40,000 طن بحيث بلغت قنبلتان تم إسقاطهما على مخيم جباليا للنازحين وزن كل منهما 2000 رطل بتاريخ 31 أكتوبر الماضي أي ما يعادل ثلاث قنابل ذرية لقطاع صغير كان يعيش فيه 2,4 مليون فلسطيني قُتل منه عشرات الآلاف بحيث لم تستطع وزارة الصحة الفلسطينية حتى الآن إحصاء العدد المحدد من الشهداء نظرا للاجتياح البري الدموي الذي فجر مستشفيات مثل الشفاء والإندونيسي تحت ادعاءات غبية لا يصدقها طفل فكيف يريدون لعالم ومجتمع دولي أن يقتنع بترهاتهم وادعاءاتهم التافهة!. هل نريد تمديد الهدنة؟ نعم نريد ونريد أيضا أن تصل شاحنات المساعدات لشمال غزة وهو ما اشترطته حركة المقاومة حماس حينما أعلنت عن تأخير دفعة اليوم الثاني من الهدنة بجانب وجود خروقات قام بها الاحتلال الإسرائيلي من إطلاق النار على مدنيين فلسطينيين واستشهاد اثنين في اليوم الأول للهدنة بينما أصابت العديد في تل الهوى ومخيم البريج في وسط غزة وشمالها إلى جانب تحليق طائرات الاستطلاع أو ما يُعرّفها الفلسطينيون بكلمة (الزنّانة) في أوقات الحظر في الشمال والممتدة من الساعة العاشرة صباحا ولغاية الساعة الرابعة مساء وطيلة الوقت في المناطق الجنوبية من القطاع ولذا من الطبيعي إننا نريد لغزة أن تتنفس أكثر لا سيما أن دماء شهدائها لا تزال تحت الركام ولم يستطع كثيرون النزوح من الجنوب إلى الشمال لانتشالهم، لكن قوات إسرائيل تمنعهم بالرصاص والنار من الاقتراب من مساكنهم بعد نزوحهم للجنوب، وأدعو الله أن تنجح الدوحة في هذه المهمة الصعبة لا سيما أن تمديدها يدخل ضمن صالح إسرائيل التي لم تستطع بحربها العسكرية العمياء والوحشية أن تنقذ أي أسير لها ولم يتأت لها ذلك إلا بالتفاوض وبالحوار وهي أيضا تسعى لتحرير مائة أسير من قبضة حماس، بحسب ما أعلنت سابقا لأنها واقعة أيضا تحت ضغط عائلات المخطوفين بضرورة الإفراج عن البقية بأسرع وقت ممكن ونعني المدنيين منهم لأن الأسرى من الجنود والضباط لهم سكة أخرى لم تفصح عنها كتائب القسام لأن كل ما نريده اليوم أن ينعم أهل غزة بالسلام وأن ترفع تل أبيب يدها عنها قريبا بإذن الله وبحول الله تنجح بلادنا كما كانت دائما.