12 سبتمبر 2025

تسجيل

"هنا الدوحة.. صانعة الأحلام"

27 نوفمبر 2022

الرؤية بأن تكون "قطر" محور العالم تحققت يوم الأحد العشرين من نوفمبر عام 2022 بالافتتاح الرائع لبطولة كأس العالم الثاني والعشرين في قطر. هذا الافتتاح.. الذي أنتجه وأخرجه وشارك فيه شباب قطري من الجنسين ومجموعة من الإخوة العرب وغيرهم، كان إبداعا في عرضه البصري والموسيقي والثقافي الذي نقل رسائل من قطر للعالم. وأولى الرسائل كانت الدعوة للعالم للالتقاء معا على أرض قطر في البيت، في "الخيمة" حيث الضيافة العربية من خلال الترحيب القطري وشرب القهوة، وكانت ضربة الهاون هي أداة الترحيب ومناداة العالم للاجتماع في قطر. وقد كان الحفل مليئا بالرمزيات من الحوت (النهم) الدال في مظهره وحجمه على الرعب ولكنه في الحقيقة صديق للإنسان، ويعتبر بوصلة ملاحية حيث كان أمام السفينة والبحارة ومتواجدا في قطر بكثرة. ومن رمزيات الحفل، الدعوة للارتحال بتنوع البشر وكذلك الجسور المضيئة الدالة على المسافات البعيدة وتنوع الأفكار والآراء بين الناس، هذه الجسور التي ارتحلت مع المرتحلين لتصل للخيمة. ومن الرموز الجمل العربي المعبر عن الصحراء والأصالة العربية وثقافتهم. وحين نذكر الجمل فلابد أن نأتي على سيرة الهودج الذي تنقل فيه النساء تكريماً لهن وتقديرا. ومن الصور والرؤى التي نقلها الحفل، صورة المرأة القطرية / الخليجية في ملابسها التقليدية ومن ضمنها برقع الوجه (البطولة)، وحيث ذكرنا المرأة، فلابد أن نذكر أن الحفل بدأ بأغنية "ليتني خيمة" وهي أغنية فلكلورية تناشد البحر بأن يتوب من حبس البحارة في البحر فهم قد تأخروا عن الموعد السنوي التقريبي لعودتهم لديارهم، وهذه صورة عن حياة أهل قطر والخليج قبل اضمحلال تجارة اللؤلؤ واكتشاف البترول. إن عودتهم للديار وأهاليهم فرحة بسلامة عودتهم من رحلة دامت أشهراً. ولعل أكثر الفقرات التي تركت أثرا عند الجمهور الحاضر وفي أنحاء العالم كانت الفقرة التي جمعت بين الشاب "غانم المفتاح" الذي يتعرف على الممثل العالمي، الأمريكي "مورغان فريمان" الذي يمثل الغرب في ضخامته وبالتالي سطوته العالمية، وهما يعبران جسرين متقابلين معبرين عن الاختلاف، حتى يلتقيا على الأرض ويتبادلا الحديث ويذكره غانم، بأننا جميعا خلقنا من "ذكر وأنثى" لنتكاثر وإننا شعوب وقبائل، لنعمر الأرض ونعيش في هذه الدنيا لنتعارف، فمهما أبعدتنا المسافات وابتعدت، فإن العيش المشترك، مع ما يميز كل مجتمع عن الآخر والبشر بخصوصيتها وثقافتها، ممكن في "بيت واحد"، وكل ما نحتاجه اتساع المدارك واستيعاب وفهم وإدراك خصوصية الآخر.. وتأتي المبدعة دانة المير، بصوتها الشجي وهي تتقدم لدعوة كل القادمين بملابسها القطرية التقليدية، ليلتقوا جميعا في مكان واحد مع اختلاف أجناسهم وثقافتهم. لقد جسد الحفل تحقيق حلم "الحالمون" الذين آمنوا بقدرة قطر على استضافة "بطولة كأس العالم" وها هم يستضيفونها مع ما صادفها من عوائق حقيقية ووهمية آمن بها الحاقدون الذين لم يستطيعوا أن يدركوا بأن هناك غيرهم في هذا العالم يستطيع. يقول سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني في تغريدة له على موقع تويتر: "لطالما حُرمنا من حقنا أن نحلم وأن تتشعب رؤيتنا خارج إطارنا الجيوغراف. ولكن ذلك لم يثننا عن أن نحلم ونعمل بهمة وإخلاص حتى تفوق واقعنا كل أحلامنا.. هنا الدوحة، نمهد الطريق للأجيال القادمة ونلهمهم كي يكسروا الأسقف التي فرضت عليهم وعلى خيالهم وآمالهم. هنا الدوحة، صانعة الأحلام". وتقول الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني: فخورة جداً بالقائد، صاحب الرؤية، أخي، الذي تغلب على كل التحديات وجعل قطر بلد الأحلام.