16 سبتمبر 2025

تسجيل

الخروج لا يلغي فوز الاستضـافة

27 نوفمبر 2022

لا أعرف هذه المرة كيف أبدأ وأنا التي كانت الكلمات تتزاحم أمامي وتتسابق أيها تطرح نفسها أولا على صدر الورقة البيضاء والسطر الأول فيها ولكن هذه المرة أكتب وقد أيقنت كما أيقن أهل قطر جميعا بأن منتخبنا الأول قد خرج رسميا من منافسات كأس العالم التي تقام على أرضه لأول دولة عربية مسلمة تستطيع أن تفوز بشرف الاستضافة بعد 21 نسخة مونديالية سابقة بعد أن قدم أداءً متواضعا في المباراة الافتتاحية أمام الإكوادور وهُزم فيها ثم تمالك نفسه وقدم أداءً رجوليا وبطوليا لا سيما في الشوط الثاني لمباراته الثانية مع السنغال لكن العارضة والحكم والحارس وسوء الحظ كلها عوامل كانت تلعب ضده ليهزم الهزيمة الثانية على التوالي ويفقد فرصته الكاملة للتأهل للدور الثاني من المونديال لا سيما بعد تعادل الإكوادور وهولندا مما جعل أمل التأهل يتلاشى في الوقت الذي كان يجب على لاعبينا الفوز على الأخيرة بأهداف كثيرة وهذا مما لم يتحقق للأسف لنخرج بعدها رسميا من المونديال ولم يتبق لنا سوى مباراة تحصيل حاصل مع منتخب هولندا والتي آمل أن نقدم بها أداء مشرفا يليق بمنتخب صاحب الأرض والجمهور وأن تطمس الصورة الهزيلة التي علقت بأذهان الجمهور الذي حضر جماعات وفرادى لتشجيع المنتخب ليس على مستوى القطريين فقط وإنما حضر العرب يشجعون العنابي ويتمنون له الفوز حتى من بعض الأجانب المقيمين أو الذين أحبوا بلادنا وفضلوا الوقوف مع قطر ومنتخبها ولكن شاء الله أن نجهز كل شيء للبطولة وأعني كل شيء ترونه في البلاد ويدل على كأس العالم ولكن للأسف لم نستطع أن نجهز منتخبا بالصورة التي ترقى لهذه البطولة التي تختلف عن أي بطولة في العالم. وبلا شك كانت هناك أوجه خلل كبيرة لم يتداركها المعنيون بالصورة المطلوبة والتي تجعل جمهور العنابي اليوم ما بين غاضب وحزين وشاك ومبرر وكلها مشاعر تباينت في نفس كل واحد منا لكنها بلا شك تدل كلها على أننا كنا جميعا نود لو ظهر منتخبنا بالصورة التي تتجاوز شعور أنه يكفينا شرف المشاركة والتنظيم والذي أعتقد أننا يجب أن نتجاوز هذا الشعور بصورة كاملة ونحن في عام 2022 وباتت كل الظروف مؤهلة لصنع منتخب قوي ينافس ويقدم أداءً لا يقف عند نقطة الأداء الجيد والبطولي لأن المستطيل الأخضر لا يعترف إلا بالأهداف وصافرة النهاية لا تعلن إلا النتيجة النهائية فأين الخلل من كل هذا والمنتخب عاش معسكرا لأكثر من شهور عدة وكانت كل الأخبار المتداولة تعلن عن أن العنابي جاهز بالكامل لمواجهة مجموعته والتأهل لدور الـ 16؟! لهذا كانت خيبة الأمل أكبر مما قد أصفها الآن رغم تأكيدي على أن وقوفنا خلف العنابي لن يقف عند هذا الخروج بل سوف يستمر لأنه في النهاية منتخب الوطن الأول ويمثل قطر وأهل قطر ولا يمكن التخلي عنه غالبا أو حتى مغلوبا وفي المقابل ما زلنا بلد كأس العالم 2022 وهو أمر لا يجب أن يتناساه الحاقدون ممن استشعروا أن عجلة قطر توقفت مع خروج المنتخب القطري بل إن كل يوم يمر من عمر البطولة وعمر التاريخ بعدها سيظل اسم قطر عالقا ومستمرا ولا شك أن شرف الاستضافة يمكن فعلا أن يجعلنا فخورين بهذا الإنجاز لأننا في النهاية لم نتوقع أن يصل منتخبنا لدور الثمانية أو نصف النهائي أو أن يفوز باللقب متصدرا منتخبات لها باع طويل بالمونديال وخبرة وقوة مقارنة بمنتخب يشارك لأول مرة فيه ووقوف ملايين العرب معنا يؤكد بأن هذا الفخر قد وصل لهم كما وصل لنا تماما وبإذن الله سوف يستمر المونديال ناجحا ومليئا بالمفاجآت والإثارة الكروية التي لن تتوقف إلا مع تتويج البطل الذي سوف يُذكر بحاصد لقب بطل كأس العالم في قطر 2022 بحول الله وقوته، فارفع رأسك أيها المواطن فبلادنا تحقق المستحيل والحمد لله.