15 سبتمبر 2025

تسجيل

الكويت هي الكويت

27 نوفمبر 2019

نحن في الخليج العربي نريد للكويت وأهلها الأمن والأمان والازدهار الكويت هي الحاضنة الأولى لحركات التحرر العربي والدفاع عن الشعوب المقهورة حضرتُ الأسبوع الماضي معرض الكويت الدولي للكتاب، والتقيتُ بمجموعة من الأدباء والكُتّاب، وصادفَ أن يتم تكليف الشيخ صباح الخالد الصباح برئاسة الوزراء، بعد اعتذار رئيس الوزراء السابق الشيخ جابر المبارك الصباح عن عدم قبول تكليف سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد له بتشكيل الوزارة الجديدة ورئاستها. وكان سمو أمير دولة الكويت قد وجّهَ خطاباً إلى شعبه يوم 18/11/2019، بدا شديد اللهجة تجاهَ "المُفسدين في الأرض"، حيث إن الشارع الكويتي صبرَ كثيراً على التجاوزات التي ذكرها أمير الكويت بقوله: "إن الدولة لديها دستور وقانون ومؤسسات تكفل للجميع حقَّ اللجوء للقضاء في مواجهة شُبهات الفساد، أو التجاوز على المال العام"، وأكدَ "الحرص الدائم على الحفاظ على الأموال العامة وحماية حرمتها". كما شددَ على أنه "لن يفلت من العقاب أيُّ شخص مهما كانت مكانته أو صفته، تثبت إدانتهُ بجرم الاعتداء على المال العام. الشارع الكويتي تجاوبَ مع كلمة سمو أمير دولة الكويت، معتبراً أن "حرباً" من نوع جديد سوف تبدأ لمواجهة الفساد، الذي قد يطول "رؤوساً قد أينعت، وحان قطافُها"!، ذلك أن الفساد، بكافة أشكاله، يعرقل مسيرة التنمية، لأي مجتمع، ويخطف الأنظار عن قضايا الأمة المحورية، وفي هذا الخصوص، أكد سمو أمير دولة الكويت على "خطورة المرحلة التي تعيشها المنطقة، وما تقتضيه من وعي ويقظة وحرص على وحدة الصف والكلمة". هنالك مَن لا يتوقع تغيّراً جوهرياً في تشكيل الحكومة الجديدة، فقد كتب (محمد الوشيحي) في (الجريدة) "إن الأسباب لذلك تتمحور حول قناعة الناس بعدم وجود فرق بين الحكومة المقبلة والحكومات السابقة، وقناعة الناس بأن توزير هذا وعدم توزير ذاك، لا أهمية له، بل على العكس قد تتم مخالفة رأيهم، ورغبتهم لمزيد من "حرق كبودهم"، مُعتبراً أن "قيمة الشعب في المعادلة السياسية لا تتعدى الصفر". صديقي المُقرّب لي، أشارَ إلى أن الأوضاع في ديموقراطية الكويت قد أخذت منحى آخر، وبلغت مرحلة لا يمكن تحمّلها، عندما يتوعد نائبٌ في مجلس الأمة، وزيراً بالاستجواب، لأن الوزير رفضَ تعيين أحد أقاربه في منصب! فعلاً تلك هي معضلة الديموقراطية في الكويت، فهل يتمكن رئيس الوزراء الجديد، القادم من دهاليز الخارجية من إحداث التغيّر المأمول؟ ذلك سؤال محوري في العديد من مناقشات الكويتيين. ونحن في الخليج العربي، لا نريد للكويت وأهلها، إلّا الأمن والأمان، وأن يتوحد شعبُ الكويت لمصلحة الكويت، وألا تكون الديموقراطية "عصا" في دولاب التنمية. فالكويت هي آل صباح، ومنهم أب الدستور الشيخ عبدالله السالم، الذي وضع أُسسَ الدولة الحديثة، والكويت هي: أحمد الخطيب وعبدالله النيباري وأحمد السعدون، وجاسم الخرافي، والكويت هي: عبدالله الغنيم، وأحمد الربعي، والكويت هي: الرأي العام، والأنباء، والقبس، والعربي، وغيرها من منابر الرأي الآخر، الذي تعوّد على حرية الكلمة. والكويت هي: بس يا بحر، والأقدار، وخالتي قماشة، ودرب الزلق، والكويت هي: على هامان يا فرعون، وسوق المناخ، وضحية بيت العز، وفرحة أمة، وباي باي لندن، وعزوبي السالمية، والكويت هي: عبدالرحمن الضويحي، خالد النفيسي، عبدالحسين عبدالرضا، سعد الفرج، داوود حسين، مريم الغضبان، سعاد عبدالله، مريم الصالح، عائشة إبراهيم، والكويت هي: الأدب والشعر وكرة القدم، والكويت هي: الإعلام الذي صدّر للعرب مئات الأعمال الدرامية، لعل أهمها مسلسل الأطفال: افتح يا سمسم الذي أنتجته مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك، وحفلات فبراير، وديوان السبيل. والكويت هي اليد التي امتدت لتواجه الفقر، وتُعين الإنسانية على العيش بسلام، في آسيا وأفريقيا وأوروبا، فاستحقت أن تكون (مركزَ العمل الإنساني) واستحق أميرُها لقب (أمير العمل الإنساني). والكويت هي اللحن الشجي في الحُنجرة الخليجية، والكويت هي: فايق عبدالجليل، بدر بورسلي، عبداللطيف البناي، سعود الراشد، عوض دوخي، وشادي الخليج، وحسين جاسم، وعبدالمحسن المهنا، ومصطفى أحمد، وعبدالكريم عبدالقادر، ونوال، وإبراهيم الصولة، ويوسف المهنا، والكويت هي: دعامة التلاحم الخليجي، ومن أرضها انطلقت المبادرات قديماً وحديثاً، من أجل رأب الصدع في العلاقات الخليجية والعربية، والكويت هي: الحاضنة الأولى لحركات التحرر العربي، ومنها انطلقت أساسيات الدفاع عن الشعوب المقهورة، ومنها انطلقت بعثات التعليم والتنوير إلى العديد من مناطق "الجهل" والتخلف في العالم العربي. والكويت هي: التنوع الإثني والفكري، وتتصارع على أرضها كل الأفكار والاتجاهات دون قمع أو إقصاء، والكويت هي: "قبّان" السياسية والاقتصاد والاجتماع والفن والرياضة، والكويت هي: فن المُمكن، ومقاومة المستحيل. فإلى أين سوف تسير سفينة الكويت؟ وهل يُدرك الذين يحاولون "خرق" السفينة أنهم سيغرقون مع الغارقين؟ وهل يعلم أصحابُ الفساد والجهل، أن الكويت تستحقُ منهم الأفضل، وعليهم أن يدركوا أهمية وجود الكويت في المجتمع الدولي، وأهمية أن يكون شعبُ الكويت الذي شربَ حليب الديموقراطية، يمارسُ الديموقراطية على أسُسها، ولعل أهم مبادئ الديموقراطية صيانة حقوق الآخر، والمحافظة على الوحدة الوطنية. [email protected]