18 سبتمبر 2025
تسجيلاختبارات المدارس تشخص مستوى التحصيل العلمي للطلبة، وتحدد كيفية معالجة نواحي القصور التعليمي لديهم وتعزز جوانب التقدم العلمي إجرائيا، وعندما نريد اختيار أسلوب معين في تطبيق تلك الاختبارات فلابد أن ننطلق من عوامل قادرة على تحقيق أهدافها وفق المصلحة العامة لكافة أطراف العملية التعليمية. ومنذ إقرار ما يعرف باختبارات التقييم التربوي الشامل (الاختبارات الوطنية) بنظام منهاج الفصلين أي اختبار الطالب في نهاية العام في كل ما درسه على مدار الفصلين، فإن تلك الاختبارات مازالت تثير موجة من الاعتراض والامتعاض لدى الرأي العام المحلي وصلت حد التنادي إلى حملة رافضة لتلك الاختبارات!؛ باعتبار أن الطلبة يجرون اختبارا ختاميا لكل وحدة دراسية على حدة ويتسلمون تقارير رسمية عنها، فلماذا يخضعون لاختبارات تعيد ما اختبروه سابقا وتشيع أجواء من القلق والتوتر بين المعلمين والطلبة وأولياء أمورهم وتفرز سلبيات عديدة منها تفشي الدروس الخصوصية بدرجة غير مسبوقة وإهمال البرامج التعليمية الإبداعية لاستثمار عقول ومهارات الطلبة في الابتكار وترجمة الأفكار في أعمال منتجة، نظرا لانشغال المعلمين بتلقين أسماع الطلبة وحشو أذهانهم بكم هائل من المعارف والمعلومات استعدادا لتلك الاختبارات التي تنصب على عمليات الحفظ والتذكر الوقتي ثم يعود الطلبة إلى نقطة الصفر. إننا نتطلع إلى تصحيح وتطور قطاعنا التعليمي؟! والمسألة في تقديرنا أبسط من كل ذلك العناء والتعقيد، فما علينا سوى تحكيم العقل والتركيز على تعليم المهارات والتطبيقات العملية، وما نريد قياسه وتقويمه نظريا من معلومات يتم بالطريقة التربوية السليمة على اختباري منتصف ونهاية كل فصل على حدة، فيما درسه الطلبة دون مطالبتهم بإجابات كثيرة في اختبارات طويلة منهكة عما درسوه طوال العام الدراسي، والذي ندعو إليه كان متبعا ومؤديا للغرض بكل موضوعية، حتى في احتساب الدرجات لم تكن هناك أية مشكلة قبل أن يصار إلى ما يعرف بالاختبارات الوطنية، وهل يكفي أن نسمي الاختبار باسم معين كي نقنع الفئات المستهدفة أنه الأفضل، وهل كانت الاختبارات التي عهدناها وحققنا بها مخرجات مشرفة في شتى المجالات غير وطنية؟ فليس كل قديم فاشلا وليس كل جديد ناجحا، فكلاهما يحتمل هذا وذاك، كما بينت أختنا المربية الفاضلة أم أحمد وهي تتحدث بمنطق المجرب الناصح، إلى برنامج الإذاعة الحي (وطني الحبيب) في إحدى حلقاته من الشهر الجاري، ولم يجانبها الصواب حين وصفت أوضاع التعليم بــ (الإحباط والإجهاد والمأساة)! والمثير للاستغراب والسخط معا أن تكون مشاكل التعليم واضحة وحلها معروف ثم يتجاهل مسؤولو التعليم ومسؤولاته أصوات وآراء مختصين وخبراء في الميدان ويكابرون ويصرون على المضي في مسلكهم الذي لم يحقق أدنى ما نصبو إليه في إصلاح وتطوير التعليم حتى بتنا نتلمس طريقنا نحو المسار الذي انحرفنا عنه وأعني بذلك نظام التعليم في عهد وزارة التربية والتعليم.وإذا كان القائمون على شؤون التعليم حاليا غير واثقين في نزاهة وجدية الاختبارات الداخلية في المدارس فإن بإمكانهم أن يضبطوا هذه العملية ويضمنوا أكبر قدر من نزاهتها واتساقها مع المعايير المطلوبة باستعادة أدوار موجهي المواد المواطنين بالذات، مع مراقبتها واعتمادها باسترجاع إدارة الامتحانات وشؤون الطلاب واختيار لجنة مختصة ومؤهلة لإعداد وتخطيط عمليتي التقويم والتقييم من الموجهين والمعلمين الأكفاء ذوي الخبرة والأمانة وهذا الشرط متوفر والحمد لله، ولنثبت بذلك وطنية الاختبارات حقا، ونقي الطلبة وذويهم كافة المضار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية المترتبة على طريقة تعجيزية مرهقة ما زلنا بحكم الخبرة والمخرجات، نستنكر التعنت والإصرار على تطبيقها في واقعنا التعليمي الذي نشعر أنه بحاجة إلى وحدة تدخل سريع تنقذ سفينة التعليم من مخاطر داهمة يجب أن نتكاتف جميعا للتصدي لها من أجل حماية ورعاية أبنائنا وبناتنا فلذات أكبادنا الذين نعدهم لتحقيق طموحاتنا الكبرى.تهنئة وطنية: أتقدم بخالص التهنئة إلى نجمنا القطري المبتكر محمد إبراهيم الحوسني، بمناسبة فوزه المستحق بجائزة الموسم السادس من مسابقة (نجوم العلوم) كما أبارك لوالده الفاضل إبراهيم الحوسني وأشكر دعوته الكريمة، وقد سرني ابننا الحبيب محمد بابتسامته الطيبة ودماثة أخلاقه وأدبه الرفيع وهو يستقبل المهنئين في احتفال خاص بهذه المناسبة، وأشد على يديه نحو مزيد من الإنجاز والتفوق، مذكرا الجهات المعنية بدعمه ومساندته في استثمار ابتكاره الحيوي في قطاع الطاقة الشمسية المنتجة، إضافة إلى كوكبة من إخوانه المخترعين من أبناء هذا الوطن المعطاء.* مبارك عليكم الحيا يا أهل قطر، جعله الله صبيا نافعا