10 سبتمبر 2025

تسجيل

الموارد المتردية

27 نوفمبر 2012

سالت دمعة الفخر المختلطة بالغبطة وبذرة حسد عندما قرأت خبر حصول الاستاذ حسن الحمادي المدير التنفيذي لإدارة الموارد البشرية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على جائزة التميز في الموارد البشرية بالشرق الأوسط لفئة "خبير الموارد البشرية لهذا العام" فلا شك أن الكثير يتمنى أن يعمل تحت إدارته، فنحن متعطشون إلى المهنية العالية التخصصية والوطنية التي تفوز بجائزة على مستوى الشرق الأوسط وليس مجرد مؤهل أكاديمي مجوف!! إن الموارد البشرية وإدارتها من اهم الجوانب في أي مؤسسة، فان صلحت صلح حال المؤسسة وان فسدت فسد حال المؤسسة، لانه عن طريقها يتم اختيار واستقطاب الكفاءات التي تنهض بالمؤسسة وعن طريقها تنتظم منظومة العمل وعن طريقها تتحدد حقوق وواجبات الموظفين وعن طريقها تسد المؤسسة أي عجز في احتياجاتها من الموظفين والتخصصات وبالتالي بعض المؤسسات تشكل لجاناً تختص بالتوظيف والاستقطاب وسد الشواغر ونقل الموظفين وإنهاء خدمات من لا يصلح للعمل، ولا ننسى أن من اهم واجبات هذه اللجان تحقيق توجهات الدولة نحو زيادة نسبة التقطير في جميع جهات الدولة وأيضاً تختص بالتأكد من صحة مؤهلات الموظفين، وبالتالي فعلى المسؤولين عن تشكيل لجنة الموارد البشرية التي تختص بكل ما سبق ذكرة أن يكون رئيس هذه اللجنة يتميز بخبرة واسعة في مجال التوظيف بل ويعي ما هي مهام ومسؤوليات هذه اللجنة أو يكون صاحب تخصص في هذا المجال، أما إذا كان عكس ذلك فإن الموارد البشرية وأهدافها وأهداف المؤسسة في "الباي باي" فإذا تولى أحدهم رئاسة هذه اللجنة لأسباب لا تتعلق بأن هذا الشخص صاحب خبرة في التعيين والتوظيف أو يمتلك ثقافة واسعة ليعرف طبيعة وأهداف هذه اللجنة أو انه صاحب تخصص، ولكن من باب أن هذا الشخص يتبع مدير المؤسسة وينطبق عليه قول "الرأي رأيك يا يبه والشور شورك يا يبه" فهو مجرد قلم في يد المدير أو مكنسة تنظيف للبعض غير المتوافقين مع أهواء المدير، وبما أن هذا الرئيس رضي لنفسه الإهانة ليكون عبدا راضخا لرغبة المدير فان بيعه لقيمه تحصيل حاصل مثل الأمانة والوطنية، فأمانته مرتبطة بقيم المدير ووطنيته رخيصه للبيع من اجل رضا المدير وعندما تتحول لجنة الموارد البشرية الى أداة في يد المدير العام عن طريق رئيس تابع راضخ لا رأي له ولا وجود ليصلح حال اللجنة فإنها تتحول من لجنة "موارد بشرية" إلى لجنة "موارد متردية" بل مريضة ونطيحة فلا تحرص على توظيف الا من يرغب به المدير ولا تستقطب الا ربع المدير وان كانوا غير قطريين!! فالواسطة تعمل الهوايل!! بالإضافة إلى أن هذه اللجنة تنهي خدمات "الأشرار" أعداء رغبات المدير فتصبح لجنة فاسدة فتفسد المؤسسة بفسادها "ويلتم المتعوس على خائب الرجا" الحديث ذو شجون وما لنا الا أن نرفع أسمى التهاني لمؤسسة قطر بحصول مديرها التنفيذي لإدارة الموارد البشرية على هذا التميز، ونقول للمؤسسات التي تعاني من سوء لجان الموارد البشرية فيها، ما قاله الله تعالى في كتابه الكريم: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) (البقرة 45) فأجود ما يستعان به على تحمل المصائب، الصبر والصلاة، لان هذه المؤسسات تعاني تحت وطأة قوم ينطبق عليهم المثل الشعبي الذي يقول "قلنا لهم ثور قالوا احلبوه" اختاروا من يفهم في علم الموارد البشرية علما وتخصصا وخبرة (مع أن هالايام تغيرت قناعات كثير مما اعرف في كفاءة المتخصص)!!