15 سبتمبر 2025
تسجيلالعرب منشغلون بما يحدث في سوريا الحبيبة من مجازر يقترفها النظام السياسي في دمشق ضد الشعب السوري العظيم، لبنان منشغل وكذلك الأردن وتركيا بمآسي النازحين من السوريين إلى تلك الديار في موسم الشتاء القارس الممطر وهؤلاء النازحون يعيشون في أقسى ظروف الزمان، حرب في بلادهم تأكل الأخضر واليابس بحجة الحفاظ على نظام المقاومة والممانعة، وقسوة الطبيعة قاهرة وهم يعيشون في مخيمات لا تحميهم من برد ولا ثلوج ولا من مطر. العرب منشغلون بما يجري في مصر الكنانة، اختلطت فيها الأوراق، اتفق فلول النظام مع غيرهم من الطامحين في مكان لهم في السلطة وكلهم اتفقوا على إسقاط الرئيس محمد مرسي ما لم يخضع لإرادتهم وتحقيق مصالحهم، والتهم الموجهة من هذا الفريق أن الإخوان المسلمين يريدون السيطرة على مقدرات الأمور في مصر، الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة لم يقدر موقفه جيدا قبل اتخاذ أي قرار كان. كان بودي أن يظهر الرئيس محمد مرسي على شاشات التلفزة المصرية والعربية والعالمية ومن مكتبه ليضع العالم في الصورة الحقيقية لما يحاك ضد النظام الجديد من قبل قضاة النظام السابق ويضع الأمة في الصورة الحقيقية لما يجري، ثم يصدر قراراته الرئاسية في عزل هؤلاء وإعادة تشكيل الهيئة القضائية كما فعل أنور السادات بما سمي في زمانه مراكز القوى. قد يقول قائل: ذلك الزمان انتهى ونحن نقر بانتهائه، لكن لا يمنع البناء على السوابق في العلوم السياسية، ليس هذا موضوعي اليوم. ومرة أخرى ضاعت فرصة ثمينة لرفع الحصار عن غزة واختلف العرب في شأن ردع العدوان الإسرائيلي عليها، وغاب البعض منهم عن اجتماعات المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية والبعض منهم حضر متثاقلا وليتهم لم يجتمعوا لأنهم بغيابهم أعطوا إشارة للعدو الإسرائيلي بأنهم لا يوافقون على ما فعلت قوات المقاومة الفلسطينية من غزة ضد إسرائيل. (2) ونحن منشغلون بما يجري حولنا في دول الربيع العربي، تفتح إيران جبهات جديدة لاختراق العالم العربي، العراق تم الاستيلاء عليه من قبل إيران في ظل صمت عربي وأمريكي، إيران تحارب في سوريا حتى الرمق الأخير، وهي في لبنان أنشبت أظفارها وعمقت جذور تواجدها بولاية الفقية والسلاح المتنوع، وهي في اليمن قوة فاعلة بالمال والسلاح والعقيدة وفي الخليج العربي خاصة البحرين حدث ولا حرج. تقفز إيران فوق كل الحدود لتطرق أبواب الأردن الشقيق مستغلة حاجته وظروفه الاقتصادية، والحكام العرب القادرون على نجدة أهلنا في الأردن على الأرائك متكئين. لقد نبهت دول الخليج العربية وآخرون في 17 / 12 / 2011 (وكالة عمون) إلى أن الأردن يعاني شحا في موارد الطاقة وأنه في أمس الحاجة إلى الدعم المادي في هذا المجال، ونبهت إلى أن الأردن لو فتح باب السياحة الدينية لإيران نظرا لوجود الكثير من المراقد التي تحظى باهتمام الشيعة وقدسيتها عندهم لخرج الأردن من مأزقه النقدي، فلو فرضنا أنه سيستقبل كل شهر أكثر من نصف مليون سائح إيراني فإنه سيحقق فائضا في ميزانيته. السفير الإيراني في عمان السيد مصطفى زادة قال: " إن بلاده على استعداد لتزويد الأردن بالمشتقات النفطية لمدة 30 عاما، مقابل السماح بالتبادل التجاري والسياحة الدينية". ولا جدال بأن هناك رأيا عاما في الأردن الشقيق يضغط على النظام السياسي لفتح آفاق جديدة تعين الشعب الأردني الشقيق على الخروج من أزماته المالية بدلا من رفع أسعار الوقود وفرض الضرائب على الصادرات والواردات. سؤال لأهل العلم: ما هي الخسائر التي ستتحملها الدول المنتجة للنفط، أعني دول الخليج والجزائر وليبيا لو منحوا الأردن كمية من الغاز والبترول بأسعار مخفضة وبفترة سماح طويلة الأجل. الأوروبيون يعملون جاهدين على إنقاذ اليونان من الإفلاس وكذلك البرتغال وإسبانيا فلماذا لا ينقذ العرب الأردن من أزماته؟ أذكر قياداتنا السياسية في دول مجلس التعاون الخليجي بأننا أضعنا الكثير من الفرص لتقوية مكانتنا السياسية وحماية أمننا حكام ومحكومين من أي تقلبات سياسية في المنطقة، ضاع منا العراق وسوريا في طريقها إلى الضياع، ولبنان أصبح تحت ولاية الفقية لأننا غفلنا عنه منذ سبعينيات القرن الماضي، ومصر ينفرط عقدها ولا نعلم أين ترسو بها رياح التغيرات السياسية، لأن بعضنا ناصر نظام مبارك وراهن على عودته في ثياب أتباعه واليمن اليوم في طريقه إلى أحضان إيران، لأننا أضعنا فرص تحصينه وبدلا من تحصين الدولة راح مجلسنا الموقر يحصن عبد الله صالح الرئيس السابق لليمن، صحيح إيران واقعة تحت الحصار الغربي ولكن منافذها مفتوحة، وأهمها العراق وبعض دول الخليج العربي. أذكركم بأن الأردن كان معكم في كل مواقفكم وفي كل أزماتكم، قواته تستدعى من قبلكم عند الحاجة لحماية بعض حكوماتنا من غضب شعبها. آخر القول: الأردن آخر الحصون العربية للدفاع عن جزيرة العرب فسارعوا لنجدته قبل فوات الأوان.