26 سبتمبر 2025

تسجيل

هل تجدد روح المبنى الوعي بالمعنى؟

27 أكتوبر 2022

جلست مبهوراً أمام قاعة مجلس الشورى الجديدة التي أُسميت باسم سمو الأمير الشيخ تميم، أنا من المؤمنين بأن للمكان روحا كما أن للزمان ذاكرة، راودتني أفكار كثيرة وأنا الناظر إليها من خلال التلفاز فكيف بمن يجلس ويعيش بين جنابتها، سينطق حتى الحجر لو مسها أو لامسها، عصر جديد بلا شك يدخل مجلس الشورى مع هذه القاعة، أنا من المؤمنين كذلك بأن المكان يعكس صور الواقع وما يعتمل فيه من حرية، كان أصحاب كهف أفلاطون يرون ما يحدث في الخارج من خلال الخيالات التي تنعكس على جدار كهفهم، وحينما خرج احدهم خارج الكهف وجد أن ما كانوا يرونه ليس سوى انعكاس وليس الواقع، المبنى الحالي بقاعته الجميلة الواسعة تعطي معنىً آخر متوقعاً لمجلس الشورى وانتشاراً أشمل لتواجده في المجتمع غداً سيكون مفتوحاً لمن يريد أن يحضر نقاشاته لا يمكن تصور قاعة بهذه الضخامة والروعة يعيشها الأعضاء بعيداً عن حركة المجتمع ونبض شارعه، اصبح الأعضاء الآن يعيشون في الخارج في وسط المجتمع. بشخصياتهم لا كما كانت خيالاتهم تنعكس كظلال على جدار المجتمع سابقاً أو من خلال وسائل الاتصال المجتمعي، فرصة للخروج الى المجتمع ومشاركته وتلمس مشاكله، لن يسمح لكم هذا المكان ولا هذه القاعة التقوقع حيث الحقيقة لا ندركها ولا نعيشها بل ندرك ظلالها ونعيش خيالها، إذاً لن يكون المجتمع من الآن فصاعداً خيالاً ينعكس ظلاله على جدار المجلس، بل سيصبح المجتمع واقعاً يعيشه أعضاء المجلس، كلنا طموح وأمل واستبشار في ان هذه القاعة الجديدة ستحمل أفكاراً جديدة ورؤى جديدة، فالإنسان يجدده المكان، كما يحركه الزمان وهو بين الزمان والمكان روح تتقلب وقلب يتعلق فلنكن جميعاً لقطر قلباً وروحاً.. وفقكم الله.