10 سبتمبر 2025

تسجيل

عَين اليَقين

27 أكتوبر 2022

علمتُ شيئًا أو بِالأصَحِ لقد أيقنتَهُ تمامًا.. علمتُ أننا ننظُر للأمورِ بعينِ المعرفةِ فقط، لا نوقن أولا نؤمن بذات الشيء، يُواسيكَ هذا وذاك في عز مِحنتك وأنتَ تعرف حروفَ هذا الكلام حتى كدت تحفظها، فلا يؤثرُ بكَ ولا يحسنُ من حالتك، والسبب وراءهُ هو أنك لا توقن ما تقولهُ نفسُك حتى! الأمر تمامًا كحامِل المِظلة وهو ذاهب لصلاة الاستسقاء، فهو يعلم أن في إقامتها طلب لنزول الغيث ولكنه اتى ربَه سائلًا إياه وحاملاً يقينهُ معه، أو كحالُنا ونحن نستغفر ليلًا موقنين زوالِ المِحن ثم نَغفو على ذاك اليقين الهادئ، أو حين ننطق بالباقيات الصالحات ثلاثا وثلاثين مرة قبل النوم موقنينَ بأنها الوسيلة والوصية التي تعيننا وتقدرنا على تحمُل طوال اليوم التالي، وكما هو الأمرُ تمامًا معَ كُل رَكعَتَي ضُحى صباحية، نسحب خلالُها هواءَ اليقينِ داخلنا بشهيقٍ طويلٍ يمتدُ من قولنا " الله أكبر" وحتى "ولَسَوفَ يُعطِيكَ رَبُّكَ فَتَرضَى" إذ بزفيرٍ نقيٍ يتبعُهُ، زفير نتخلص به من كل شظايا الدنيا وهمومها. أكيفَ يصبحُ الحالُ عند مرورِنا بقوله "ما وَدعَكَ ربُّكَ وما قَلَى" أكيفَ تُقشعِرُ أجسادُنا إيمانًا ويقينًا.... فلكل موقن ومدرك لفقهِ هذهِ المعاني، لكل من يوقن ويلتمس معنى كلمة الحمد لله حين يُسأل عن حاله، كيف حال يقينك اليوم وأين وضعت معرفتك الكلامية المعتادة بجانب حسك ويقينك؟