02 أكتوبر 2025

تسجيل

فخ تكيف المتعة

27 أكتوبر 2021

عندما تطلق إحدى الشركات إصداراً جديدا من منتجاتها، تعلن عنه على جميع منصات التواصل الإجتماعي، ووضع ملصقات كبيرة على واجهات المتاجر وفي الشوارع الرئيسية. هذه الإعلانات تبعث رسائل للعقل أنك بشرائك للمنتج الجديد ستكون أكثر سعادة مما أنت عليه الآن، وستحقق الكثير من أحلامك وطموحاتك. وعندما تقوم بشراء هذه المنتجات (مهما كانت غالية الثمن) فستشعر بمتعة وسعادة غامرة، ولكن بعد عدة أيام -أو أسابيع- سيتلاشى هذه الشعور وتعود لمستوى السعادة كما كنت في السابق، وستبحث عن شيء آخر يحقق لك المتعة والسعادة. هذا الأمر طبيعي ويسمى علمياً بتكيف المتعة Hedonic Adaptation. فمهما ارتفعت درجة المتعة، سيقوم عقلك بعد فترة بإعادة مستوى السعادة للمستويات الطبيعية، كما يحدث عندما تقتني سيارة جديدة، أو جهاز جوال جديد، أو تحصل على ترقية، أو تسكن في بيت جديد. وكذلك الحال مع المواقف المحزنة والمحبطة، كوفاة شخص عزيز، أو التعرض لحادث مأساوي، وإن كانت مدة العودة للمستويات العادية في المواقف المحزنة أطول من المواقف الممتعة، ولكنك في النهاية تعود لنفس المستوى السابق. تلعب الشركات على هذا الفخ بإستمرار، وهو ما يفسر تدافع الكثيرين لشراء جوال جديد مع كل إصدار، بالرغم من أن التطوير عن الإصدار السابق ليس كبيراً. ومن الحيل التي تلجأ إليها الشركات هو التقادم المخطط Planned Obsolescence، وهو قيامهم -عمداً- بإبطاء أجهزتهم القديمة لدفع المستهلكين لشراء الإصدارات الجديدة. فبعد العديد من الشكاوى والقضايا، اعترفت شركة أبل بأنها تبطئ سراً أداء هواتف آيفون القديمة، وبررت ذلك بأن السرعات العالية للتطبيقات تؤثر على الهواتف القديمة، وإبطاؤها يؤدي لتحسين البطارية. لذلك لا ينبغي أن تلهث خلف كل إصادر جديد، فكل ما سيمنحك هو مجرد متعة ستزول سريعاً. @khalid606