19 سبتمبر 2025
تسجيلفي بداياته مع اليونايتد رونالدو كان لاعباً خلاقاً مبتكراً على الخط كان جناحاً تقليدياً لا يفكر سوى في المرور من الخصم باستخدام مهاراته الاستعراضية في المراوغة ومن ثم القيام بلعب كرة عرضية إلى منطقة الجزاء أو كلاعب يستغل سرعته الخارقة في المرتدات. وكان أفضل سجل تهديفي له في موسم 2006-2007 برصيد 17 هدفا ليصل الى 35 هدفا خلال 4 مواسم له في الدوري الانجليزي. ولكن نقطة التحول الأولى في مسيرته كانت متمثله برينيه ميلينستين مساعد فيرغسون الذي تحدث مع رونالدو في بداية موسم 2007-2008 وأوضح له بأهمية الكم وليس الكيف في عالم كرة القدم "لا يُهم كيف تسجل، بقدر أن تُسجل، طالما ستصل كرتك إلى الشباك فهذا هو المهم لا تنظر لأي أمر آخر، حان وقت العمل لتسجيل الأهداف وعدم البحث عن الزاوية التسعين ". وبعد هذا الحديث تغيرت عقلية رونالدو الاستعراضية وأصبح يبحث عن المنتج النهائي الذي يقدمه على أرضية الملعب وأنهى ذلك الموسم مسجلاً 31 هدفا في الدوري ليفوز بالحذاء الذهبي كهداف للدوري ويحقق البالندور كأفضل لاعب في العالم حينها أيقن رونالدو بأن فعلا في كرة القدم الكم أهم بكثير من الكيف. نقطة التحول الثانية التي جعلت منه ماكينة أهداف لا تتوقف عن التسجيل كانت تولي البرتغالي جوزيه مورينيو تدريب ريال مدريد. مورينيو وكما قال في السابق "صنعت من أجله خطة حتى يستطيع تسجيل الأهداف وإبراز قدراته" وفعلا نجحت هذه المنظومة التي خلقها فـ كان أسلوب مورينيو يعتمد على المرتدات ليستغل نقطة قوة رونالدو وهي السرعة ومع توفر المساحات في دفاعات الخصم كان رونالدو لا يتوقف عن تسجيل الأهداف وبفضل قدراته البدنية أصبح خطرا حقيقيا على الخصوم فهو قادر على التسجيل بالقدم اليمنى، اليسرى، الرأسيات، ضربات الجزاء، الكرات الثابتة وحتى التسديد من خارج المنطقة وأصبح لاعبا لا يمكن إيقافه وهو مانتج عنه تسجيل رونالدو لـ 53 هدفا في 54 مباراة في ذلك الموسم. مع مرور السنوات والمواسم ومع اختلاف المدربين لم تتوقف ماكينة الأهداف عن التسجيل واستمر رونالدو في تسجيل الأهداف وكسر الأرقام ليختم مسيرته مع ريال مدريد بـ 450 هدفا في 438 مباراة وهو رقم غير مسبوق في الدوريات الخمسة الكبرى. لكن "للعمر أحكام" فمع تقدمه بالعمر خسر رونالدو مرونته وسرعته وقدرته على المراوغة ولكنه اكتسب خصائص إضافية وهي التمركز وحسن التوقع حولته من جناح مهاري إلى مهاجم قناص. وبفضل هذه الخصائص اصبح اليوم لا يحتاج لأن يخلق الفرص لنفسه واصبح لاعبا يدرس التوقيت المناسب للتحرك واستغلال قدراته الخارقة على الإنهاء أو الارتقاء لاقتناص الأهداف وهذا الأمر يتطلب منه مجهودا بدنيا أقل ويعطيه استمرارية أكبر في الملعب. قد لا يكون رونالدو الحالي هو رونالدو المهاري في بداياته ولكن اصبح مهاجما فتاكا لا يرحم أمام المرمى. في 2008 حقق كل شئ ممكن، لاعب اخر سيتكئ على أريكة النجاح تاركاً خلفه نجاحات وبطولات واسما عالميا، رونالدو ترك خلفه ماضيه وبحث عن تحدي ومستقبل وصنع كل شئ ممكن. المسيرة التي لم تتوقف ولن تنتهي إلا باعتزاله.