26 أكتوبر 2025

تسجيل

حلم بن غوريون وزمن الانهيار العربي

27 أكتوبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جميع القراءات السياسية لأحداث المنطقة تتحدث عن خطط (استعمارية) جديدة، تسعى لإعادة رسم المنطقة جيوسياسيا، وبما هو أسوأ من مخططات سايكس بيكو، حيث ما يحصل اليوم يتجاوز التقسيم الجغرافي، إلى الدفع بالحروب الطائفية، وتدمير كل عناصر القوة في دولنا العربية. الصهيوني بن جوريون، يعتبر مؤسس الدولة الصهيونية، وهو الذي أعلن استقلالها في ١٩٤٨، له عبارة مشهورة: "عظمة إسرائيل ليست في قنبلتها الذرية ولا في ترسانتها العسكرية، ولكن عظمة إسرائيل تكمن في انهيار ثلاث دول: مصر والعراق وسوريا".دولنا العربية أنهكت نفسها بفساد مالي وسياسي، نجح الغرب من خلاله في اختراقها وجعلها تابعة له ولنظرياته التدميرية، كما أسقطها في شرك مؤامراته، وبات عدوه عدونا وصديقه صديقنا، حتى لو كان ألد أعدائنا.جرّموا في أعيننا مصلحين قلوبهم على أوطانهم، ومازالت محاولاتهم جارية لإغراقنا في تطبيع آثم مع من لعنهم الله وجعل منهم القردة والخنازير. أضعفوا دولنا وجعلوا أنظمتنا مرتبطة بمؤسساتهم الأممية والمالية، من الأمم المتحدة حتى صندوق النقد الدولي، اللتين اكتشفنا حقيقة حربهما المعلنة على شعوبنا ودولنا في سوريا والعراق واليمن وغيرها من دول المعمورة! استغلوا "القاعدة" ليحتلوا بعدها العراق وأفغانستان، ثم صنعوا داعش، ونجحوا في توريط أمتنا بحروب الأقليات الطائفية التي أسقطت سوريا والعراق واليمن، لكنها فشلت بفضل الله في البحرين.صنعوا بآلاتهم العسكرية والسياسية والإعلامية ثورات مضادة، شوهت قيم العدالة والحرية والكرامة، ثم فجرت أزهارها التي لاحت في بعض ديارنا. توجههم اليوم واضح وصريح، فأرض الحرمين ومهبط الوحي هي المستهدفة، حيث علموا أنها القلب الحي والنابض الذي يستمد منه الجميع قوتهم، خاصة بعد أن أسقطوا مصر وجعلوها لقمة سائغة لهم ولعملائهم.هذه الحرب وهذا الاستهداف، يجب أن يصلح البوصلة، ويجب أن يعيد الأمور إلى نصابها، ولكن بالأفعال وليس بالأقوال. التوجه إلى الاتحاد الكونفدرالي، وتكثيف الارتباط بالبعد العسكري والاقتصادي الإقليمي الإسلامي مثل تركيا وباكستان وماليزيا، بات ضروريا وملحّا.بات مهما العمل الخليجي الموحد في هذا الملف، لأن المعركة ليست مع عدو واحد، ولكنها مصالح تجمّع حولها الغرب وإيران، والأخطر منهما هي الطوابير الخامسة وسماحنا ببقاء الفساد بأشكاله داخل دولنا. المعركة قائمة وشرسة، ومن قرر التراجع من أي دولة محيطة، فلا يجب انتظارها، لأن الأسوأ ليس ما كان؛ ولكن ما سيكون!