27 أكتوبر 2025

تسجيل

ادعوا للموصل

27 أكتوبر 2016

ماذا يجري في مدينة الموصل العراقية العريقة الآن؟ في غمرة التعتيم الإعلامي المنيع، وتحت وطأة وابل الرصاص، والدك العنيف على رؤوس ساكنيها، هذه المدينة التي شهدت على مضي التاريح اعظم البطولات في الذود عن الأمة.. اليوم ترتفع منها نداءات أبنائها مطالبة بالدعاء، لعل الله يستجيب لأنهم احوج ما يكونون اليه، ترج اصواتهم عَنان السماء طلباً بالدعاء بعد أن قطعت عنهم كل وسائل الاتصال. مدينة الموصل تقف الآن على أبواب كارثة، من أطراف متنازعة تنهش في كل أوصالها من "تنظيم داعش"، الى جبهات اخرى، مع إسناد جوي كثيف من الولايات المتحدة الأمريكية، وفي النهاية ستحسم المعركة لصالح التحالف، وتسقط الموصل، ويكون أهلها من العرب السنة أمام المجزرة المفتوحة. الموصل معقل أهل السنة الأخير في العراق.. وقد أعطت الكثير من الشهداء من صفوة القادة، الذين دحروا جيش الخميني في حرب امتدت لثماني سنوات، التاريخ اخبرنا أن الموصل أمضت نحو ثلاثة آلاف سنة تقاوم الغزاة والفاتحين، دُمرت وأعيد بناؤها عشرات المرات، انهزمت على مر التاريخ، وقاومت وصمدت. تذكروا أن مدينة الموصل كانت نواة جيش صلاح الدين، في فتح بيت المقدس، وهم من أوقفوا زحف الصليبين بقيادة القائد المسلم محمود (نور الدين زنكي)، وها هي اليوم تعاني منذ عامين، واكثر من الحصار والجوع، واليوم تستكمل الجريمة لاستباحة دماء أكثر من 2 مليون مسلم، ويجري عزل الموصل كلياً عن العالم، بقطع آخر خيط للتواصل معنا. ديفيد هيرست يقول: "إن الاعتقال العشوائي، والتعذيب، والاختفاء القسري، والقتل غير المشروع، شكلت نمطاً يتكرر الآن في الموصل.. تقارير منظمة العفو الدولية، أو هيومان رايتس واتش، ليست مجرد مزاعم بوقوع جرائم حرب". وسلامتكم