14 سبتمبر 2025
تسجيلالتعليم وجودته تقع في المقام الأول على الدول، توفر مقوماته الأساسية، من مبانٍ متكاملة ومناهج منتقاة ومعلمين أكفاء وخارطة طريق للإصلاح ما تنفك تتحرك مستدعية المستحدثات وهي في زماننا هذا تسير بسرعة البرق طالما متطلبات الحياة العصرية تحتم تعليما نوعيا يقود المجتمع إلى التعافي وينهض ليزرع ويحرك الآلة الصناعية بأحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا المعرفة. الأسرة تبقى الحلقة المفقودة بدرجات متفاوتة، لأن ساحات العلم تحتاج كل الأيادي المساندة. فيا أيها الآباء والأمهات نعلم تماما مسؤولياتكم الأسرية ومهامكم الوظيفية المتزايدة من أجل توفير ظروف معيشية ملائمة ولكن لا تستهينوا بجزء مقتطع من وقتكم لأجل أن تكونوا شركاء حقيقيين لترسيخ تعليم نوعي، فأنتم "صمام الأمان"، فلا تختصروا مهامكم فقط، حينما عثرة أو انتقاص في الدرجات العلمية أو مشكلة تقع لأبنائكم، بل كونوا جزءا حقيقيا من المنظومة لتأتي أوكلها لكم وللمجتمع. يوما بعد يوم تتقدم مدارسنا، لأن داخلها تلميذا يريد التعليم ومعلما ملتزما وكوكبة سلك إداري وفني يطبقون الأنظمة واللوائح ويبذلون الجهد للوصول للغايات، فليس أبرك من مقولة يتداولها الجميع، "كاد المعلم أن يكون رسولا"، ولكن أين الأسرة، بل أين الأم تحديدا؟!! بحكم عضويتي بمجلس أمناء سلسلة مدارس موزة بنت محمد، أعايش عن قرب جهد المقل تبذله صاحبة الترخيص التربوية شيخة المنصوري، وكادر معلمات وإداريات منصهرات في أسرة متضامنة تكاد أن تكون مثالية تتدحرج عبرهن إفادات المحصلة التعليمية وملفات المشاركات المجتمعية وما يحصد من كؤوس وجوائز وبإحصاءات دقيقة قابلة للنقاش والرد بوضوح وتجرد. أبرز الهموم والتي لم تكن خافية على مجلس الأمناء وإدارة المدرسة وباتت مقلقة جدا هي عدم تجاوب أولياء الأمور للدرجة التي أستطيع أن أقول إنها هاجس يقلق الكثير من المدارس ولا أعتقد أن ذلك بغائب عن المجلس الأعلى للتعليم، حيث طرح قبل سنوات شعار "شركاء التعليم" وهو شعار مجدٍ، إن أخذ مأخذ الجدية لقفزت عبره مخرجات التعليم لأبعاد تسر الآباء والأمهات والمجتمع بكل مكوناته. التلاميذ النجباء حينما تعلق لهم شارة الامتياز وشهادات التقدير لن تكتمل فرحتهم إلا في وجود الأكف الحانية لتحتضنهم وحينما تنهمر دموع الفرح من مآقي أم حنون أو أب متابع تعادل ميزان عطاء الأسرة المدرسية وتزيد جرعتهم وتشجعهم لمزيد من العطاء.. وحينما تكون هناك منقصة في علامات النجاح أو انزلاق أخلاقي لا قدر الله، فإن صمام الأمان أيضاً الأسرة لتساند الجهود التربوية وتطبق رؤيتها.. وعلى المجلس الأعلى للتعليم استحداث أساليب وطرق لتفعل "شركاء التعليم" ليخرج من بين القوسين إلى أرض الواقع وهذه أيادينا، كمجالس أمناء ممددة لتكوين حلقة مستديرة.. همسة: مواسم قطف الورود وسنابل القمح لا تأتي قبل سقي البذور ورعايتها.