17 سبتمبر 2025

تسجيل

أبطال يتوشحون بالذهب

27 أكتوبر 2014

بعد غياب طويل أشرقت شمس آسيا وتلوّنت بـ"لدعم" وحقق شباب قطر من هذا الجيل إنجازا تاريخيا عجزت عن تحقيقه أجيال عديدة مرت في فئة الشباب، وحققوا حلمنا، وهو الفوز بكأس آسيا للشباب والتأهل لمونديال نيوزيلندا 2015. لم يأت هذا الإنجاز وليد صدفة أو ضربة حظ، بل جاء بتخطيط سليم وإستراتيجية واضحة بدأت من الناشئين وشهدت عدة مخاضات، ولكن صناعة البطل بدأت من بروز المواهب في الأندية، ثم احتضنتها أسباير، والتي بذلت مجهودات كبيرة مع هذا الجيل من الناشئين، حيث أهلتهم وسلحتهم بالثقافة والتحصيل العلمي، بجانب صقل موهبتهم الرياضية في مكان فريد من نوعه، توفرت فيه كل مقومات النجاح، من إقامة وإعاشة ودراسة وملاعب وصالات، حتى كانت تشرف على نوعية الأكل الصحي بعيدا عن كل المشاكل والضغوطات التي تحدث، سواء في البيت أو النادي أو حتى الشارع. وبعد أن تم تأهيلهم تم إعداد منتخب من الآن لمونديال 2022 وتضمن إيفادهم للخارج في أوروبا وفي أندية عالمية مختلفة وذلك لصقل موهبتهم واحتكاكهم بمستويات فنية عالية واكتسابهم خبرة المباريات، وكذلك لكي يتعلموا ثقافة الاحتراف، بالإضافة لتكملة دراستهم العملية وقد نجحت التجربة بامتياز والآن حصدنا ثمارها. ولا ننسى وقوف كبار المسؤولين، وعلى رأسهم الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، صاحب فكرة مشروع أسباير، واهتمامه بتطوير كرة القدم القطرية والنهوض بها، وقد حصد الآن ثمار ما زرعه، وهذا هو أول الغيث والقادم أفضل وستبقى هذه الأكاديمية إرثا للأجيال القادمة، وستشهد طفرة كبيرة في تخريج وصناعة أبطال، ليس في كرة القدم فقط، وإنما في عدة ألعاب رياضية. لقد أسعد منتخب الشباب الشعب القطري والمقيمين على هذه الأرض الطيبة وأفرحهم وأدخل البسمة في كل بيت، بتحقيقه لقب القارة الآسيوية، لقد بذلوا مجهودا كبيرا قبل وخلال مباريات البطولة، وصادفتهم صعاب عديدة ولكن بقوة وعزيمة الشباب وإصرارهم وتركيزهم وروحهم المعنوية العالية حققوا هدفهم المنشود دون أي خسارة في كل المباريات التي خاضوا غمارها رغم الظروف الطبيعية الصعبة وبعد هذا التأهل الرائع نتمنى أن يحققوا نتيجة مشرفة في مونديال نيوزيلندا تعيد لنا أمجاد شبابنا عام 1981 عندما تغلبوا على منتخبات عريقة، مثل البرازيل وبولندا وإنجلترا، وحققوا وصافة البطولة، وأن يضع شبابنا الحالي بصمة عالمية بعد القارية... المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة على منتخب قهر أبطال آسيا وذلك بالإعداد الجيد وعمل خطة وإستراتيجية معينة والمشاركة في عدة دورات عالمية لصقل مواهب الشباب وإضافة الموهوبين لهذه النخبة التي نفتخر بإنجازاتها وكنا نحلم بوجود مثل هذا المنتخب الذي تجب المحافظة عليه والاستمرار في دعمه ليكون نواة منتخب يمثلنا في نهائيات كأس العالم 2022. وأخيراً أقول بأن شبابنا استحقوا الاستقبال الرائع والراقي من المسؤولين والجماهير... فقطر دائماً تكرم أبناءها وشبابها الناجح.