08 أكتوبر 2025

تسجيل

كثر اللغط حول حديقة الحيوانات

27 أكتوبر 2013

كانت حديقة الحيوانات من المواقع السياحية منذ عهد قديم وقد اشتهرت الدوحة بهذا المعلم حيث هو المتنفس للعائلات القطرية وضيوفهم والوافدين واهاليهم، وكانت شهرتها عالية لحسن تنظيمها لما تحتوي من أشجار غناء وورود منسقة جميلة، وعرف عنها توافر وسائل ترفيه للاطفال والعائلات بمختلف انواعها واحدثها آنذاك، ناهيك عن وجود المواقع المعدة للطيور والحيوانات الغريبة والمتنوعة سواء المفترسة منها او الوديعة، بالاضافة الى البحيرات الرائعة التي تحيط بالحديقة من كل الجوانب. كنا أطفالا نصاحب اسرنا لقضاء اجازة يوم الجمعة، كان ذلك في عقد الستينيات والى زمن قريب حيث تعيش في ذاكرتنا مشاهد حديقة الحيوان تلك التي رأيناها وعايشناها حقيقة بدون مبالغة بحب نحمل تلك الذكريات عنها، كان الوصول اليها صعبا لبعدها عن الدوحة العاصمة، والذهاب اليها تعد رحلة ممتعة لكافة الاسر تمتد لساعات طويلة نهار اليوم كله حتى الليل. هذه الصورة التي ننقلها لاعزائنا القراء من جيل النهضة الحديثة لدولتنا الفتية هي ذكريات وحنين للايام الخوالي عن حديقتنا الغناء، مما يدعونا للتساؤل عن الاهمال المرئي وكثرة اللغط والجدل المتصاعد عن مصير حديقة الحيوانات التي اصابها العجز، وتم إغلاقها في شهر رمضان من العام الماضي بحجة اعادة التأهيل، إلا اننا فوجئنا بحديث مخالف يدعو الى انشاء حديقة جديدة. لماذا؟ تحدثنا مسبقا عن الاهمال في حديقة الحيوان، واشرنا الى تنفيذ عقد قد ابرم مع شركة اجنبية لوضع رسوم ونقوش على واجهة جدران الحديقة بتكلفة لا اذكرها لكنها مبالغ فيها يثير الاندهاش، وفي خضم هذا البحث المضني تفتق عن اذهان الجهات المسئولة طرح مشروع تطوير الحديقة لتتناسب مع رؤية قطر 2030 والذي سوف يستغرق ما بين 4 إلى 5 سنوات والأدهي ان التكلفة المبدئية وصلت إلى 200 مليون ريال، ولا نعلم كم سيكون المقترح للكلفة النهائية. حتى الان المعلن عن هذا المشروع انه مجرد دراسات تتحدث عن حديقة اخرى ممكن ان تكون في عرض البحر بعد ان ضاقت اليابسة بهم، ولازالت الرؤية غير واضحة للاخوة القائمين على المشروع حول مصير الحيوانات والزواحف والطيور الموجودة بالحديقة. نأمل ان تصل الحكمة للمسئولين بابقاء الحديقة على موقعها التاريخي مع التوجيه بترميم كيانها الداخلي والحارجي واضفاء لمسات جمالية بامكانيات قد توفر الكثير من المال والجهد وسرعة الانجاز كي ينضم هذا المعلم الى قافلة المنشآت السياحية المفعلة والمطلوبة بدل اهمالها بالوضع الحالي. الامر برمته دراسات واجتماعات ومضيعة للوقت والجهد والمال وسط حالة من الجدل هل نبقيها في موقعها ام ندسها في البحر؟ القرار لم يحسم بعد وبانتظار الفرج من اهل الحل والربط. وسلامتكم