14 سبتمبر 2025
تسجيلعاشت الدوحة خلال الأيام الماضية العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تسهم في التعريف بالمنجز الثقافي المحلي ومنها على سبيل المثال افتتاح ملتقى فناني الخليج من قبل سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وكان تكريم الفنان الراحل جاسم زيني فكرة طيبة من الفنانة هنادي الدرويش رئيس قسم الفنون البصرية لما لهذا الرائد من عطاء في الحركة التشكيلية، كما أن افتتاح وزير الثقافة والفنون والتراث يوم الجمعة الماضي المعرض الوطني لفنون الزخرفة الشعبية لهو أمر يسجل للوزارة ولإدارة التراث أيضاً في إقامة هذا المعرض، كما أن توقيع اليوم الاتفاقية الثقافية بين قطر وبولندا من قبل سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وذلك بسبب الاستفادة من تجارب الدول التي يتم توقيع الاتفاقية بينها وبين دولة قطر كلها لاشك أنها خدمة للثقافة والفنون والتراث وكثيرا ما يزعجني عندما ألتقي بالبعض سواء كانوا مشتغلين بالثقافة أو بشكل عام وحتى في صفحتي على تويتر وأدخل في حوار مع هؤلاء هو عدم وضوح الفهم عند البعض عن الثقافة وهي كلمة تعني صقل النفس والمنطق والفطانة، وفي القاموس: وثقف نفسه، أي صار حاذقا خفيفا فطنا، وثقفه تثقيفا أي سواه، وثقف الرمح، تعني سواه وقومه. ولطالما استعملت الثقافة في عصرنا الحديث هذا للدلالة على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات. فالثقافة لا تعد مجموعة من الأفكار فحسب، ولكنها نظرية في السلوك مما يساعد على رسم طريق الحياة إجمالا، وبما يتمثل فيه الطابع العام الذي ينطبع عليه شعب من الشعوب، وهي الوجوه المميزة لمقومات الأمة التي تميز بها عن غيرها من الجماعات بما تقوم به من العقائد والقيم واللغة والمبادئ، والسلوك والمقدسات والقوانين والتجارب. وإجمالا فإن الثقافة هي كل مركب يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات. فإنه يمكن استخدام كلمة "ثقافة" في التعبير عن أحد المعاني الثلاثة الأساسية التالية: التذوق المتميز للفنون الجميلة والعلوم الإنسانية، وهو ما يعرف أيضا بالثقافة عالية المستوى. نمط متكامل من المعرفة البشرية، والاعتقاد، والسلوك الذي يعتمد على القدرة على التفكير الرمزي والتعلم الاجتماعي. مجموعة من الاتجاهات المشتركة، والقيم، والأهداف، والممارسات التي تميز مؤسسة أو منظمة أو جماعة ما. عندما ظهر هذا المفهوم لأول مرة في أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كان يشير فيما يشير إليه إلى عملية الاستصلاح أو تحسين المستوى، كما هو الحال في عملية الزراعة أو البستنة. أما في القرن التاسع عشر، أصبح يشير بصورة واضحة إلى تحسين أو تعديل المهارات الفردية للإنسان، لاسيَّما من خلال التعليم والتربية، ومن ثم إلى تحقيق قدر من التنمية العقلية والروحية للإنسان والتوصل إلى رخاء قومي وقيم عليا. إلى أن جاء منتصف القرن التاسع عشر، وقام بعض العلماء باستخدام مصطلح "الثقافة" للإشارة إلى قدرة الإنسان البشرية على مستوى العالم. لكن ما زال البعض يفهم المصطلح على أنه غير ما يفهم به كعمل وإستراتيجية وخطط وبرامج تقوم بها الوزارة من منطلق رؤية شاملة.