11 سبتمبر 2025
تسجيلأنا أعمل في منطقة الأبراج الجميلة، والتي لا تخفى على أحد وتعد من الأماكن التي تسحر الزائر لجمال الأبراج واصطفافها بصورة جمالية تعطي إيحاء بلوحة مرسومة خصوصا في الليل والأنوار تضيئها مع الشوارع وتمثل تحفة فنية تبارك الله، إلى هنا ويبدو الأمر رائعا لا غبار عليه حتى تصل إلى نقطة أن تبحث عن موقف لسيارتك نهارا وفي أيام العمل وأوقاته المحددة إما أن تكون مراجعا لإحدى الوزارات أو إحدى المؤسسات والاتحادات أو أن تكون موظفا أساسا للمنظومة نفسها فهنا يتهاوى الجمال من حيث لا تدري ولا تعلم بل ولا تشعر وتنشط المخالفات المرورية للسيارات التي تقف بشكل غير نظامي أو على الخطوط العرضية أو على الخطوط الصفراء أو فوق الرصيف و( خذ وخل)، لذا فلن أنتهي حينما أعدد، اصف شح المواقف المخصصة والنظامية التي يمكن أن تسع كافة المراجعين الذين تتعلق معاملاتهم بحضورهم وتواجدهم شخصيا في المؤسسة لإتمامها وإنهائها الذي قد يمتد لأيام عديدة فمن أين يمكن لهذا المراجع أن يجد موقفا كل يوم إن حالفه الحظ يوما وهرب من مخالفة محتومة لا محاله؟! والأمر لا يقف على المراجعين وإنما لكثير من الموظفين الذين لا تتسع مواقف مؤسساتهم التي يعملون بها لسياراتهم فيضطرون للبحث عن مواقف في الشوارع والمناطق القريبة من الأبراج التي يعملون بها وبالطبع لا يجدون مواقف نظامية لقلتها، ولذا يصفون بشكل مخالف ويتحملون مخالفات أو قد لا يتحملون لكن المنظر لا يبدو منظما أبدا فوجود أبراج شاهقة وعدم وجود مواقف سيارات كافية يخل بها خصوصا إن كانت مؤسسات خدمية وحكومية وأذكر أنه في يوم من الأيام الماضية كان لدينا موظف وصلته رسالة نصية بمخالفة مرورية بتاريخ ذاك اليوم وفي الدقيقة التي تلقى بها هذه الرسالة المزعجة قام على الفور بغية تغيير موقف سيارته التي أوقفها بشكل مخالف وما كادت تمر الدقيقة حتى وصلته مخالفة ثانية لنفس السبب فهل تتخيلون كيف كانت حالته حينها ؟! ركض على الفور وغادر العمل ولم يعد له في ذاك اليوم رغم أن الساعة لم تكن تتجاوز الثامنة والنصف صباحا وهو يقول إن كانت قد جاءتني مخالفتان في وقت واحد لنفس السبب فكم سوف أتلقى مخالفات بسبب موقف سيارتي حتى انتهاء وقت العمل ؟! فهل يمكن تصديق هذا ؟. نأتي إلى نقطة تبدو أكثر عجبا فإن كان المراجع أو الموظف ينجو من مخالفة مرورية فإنه لا يمكنه أن ينجو من رسوم المواقف التي قررتها بعض المؤسسات واغلب الجهات للدخول وركن سيارات المراجعين بمواقفها فإذا تخيلنا أن المراجع يمكن أن يذهب لأكثر من جهة خدمية في اليوم وكل جهة تفرض رسوما مالية لمواقف السيارات الخاصة بها فكم من المال سوف يدفعه في هذه الدائرة المحمومة إن افترضنا أنها زيارة واحدة لكل جهة ولا تتكرر الزيارات كل يوم فقط لإنهاء معاملات معلقة؟! فهل يعقل هذا ؟! وسوف تسألون ما السبب وسوف أشارككم التفكير بالأسباب التي لربما يقول منكم إنها محصورة في التخطيط المعماري لهذه المؤسسات قبل أن تصبح بناء هندسيا مبدعا والتي يهتم أصحابها بتصميم المؤسسة لكنهم يهمشون المحيط لها من مواقف سيارات مناسبة وواسعة وزراعة وخلافه، ومنكم من يقول إن المواقف موجودة لكنهم يحصرونها للمدراء والموظفين فقط متناسين أن المراجعين لهم حق في أن يجدوا هم أيضا المساحة الكافية لركن سياراتهم وأيا كان السبب فإن إرهاق الجميع برسوم إضافية غير مبرر حقيقة، ناهيكم عما تفرضه بعض المجمعات التجارية أو حتى المحلات الاستهلاكية الكبرى من رسوم أيضا على مواقفها المحيطة والقريبة من هذه الجهات، فهل يمكن أن نستوعب أن هناك سوء تخطيط على سوء قرار على سوء تقدير لظروف الناس في هذه الظروف؟.