11 سبتمبر 2025

تسجيل

القانون فوق الجميع

27 سبتمبر 2022

لأجل متابعين أو (لايكات) أو حتى لمجرد إثارة الجدل يمكن لمعظمنا أن يقع في أكثر من مطب، وبالأخص ورطة قانونية لم يكن ليحسب لها حساباً وترميه بعدها في دائرة الاستجواب وربما عاد إليه هذا الاستعراض غير المدروس بما يضره شخصيا ويضر من حوله أيضا للأسف. كلنا بات يلاحظ جنون وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأفراد لا سيما المراهقين الذين باتوا أكثر عرضة لما أسلفت الذكر عنه في سطوري الأولى من المقال، ومن المؤسف أكثر أن نرى بالغين يسقطون في نفس المستنقع الذي يقع فيه الجاهلون من تجاوزات دينية أو حتى مجتمعية وهو أمر بات منتشراً بين جماعة (التوك توك أو السناب شات)، وبالأخص مما يظنون أن ما يصورونه من مبالغات يمكن أن تُفسر أيضا على أنها تجاوزات غير مقبولة يمكن أن تكون هينة وتمر في المرة الأولى مرور الكرام ويتم غض الطرف عنها هذه المرة فإنهم في المرة الثانية يتشجعون بصورة أكبر وأكثر جنوناً لتصوير ما لا يمكن أن يتم تجاهله أو التغافل عنه كما رأينا من الذين يتهاونون في مشاهد العبث بالعملة الوطنية أو بالعلم أو أي شيء قد يمس كرامة ومحظورات هذا البلد التي لا يمكن الاقتراب منها بهذه المشاهد المخلة، والتي يمكن أن تؤدي بأصحابها إلى المساءلة القانونية فأين المتعة من العبث بالعملة الوطنية لأجل اصطياد أكبر عدد ممكن من المتابعين أو حصد أرقام خيالية لإعجابات من يساوون هؤلاء الأشخاص تفاهة في الحقيقة وإلا فماذا يعني أن يخرج أحدهم وهو يستعرض العملة الوطنية القطرية باستهزاء واستصغار وكأنها ورقة عادية لا قيمة لها، في حين أن شعباً بأسره يعمل نهاراً وليلاً لجني هذا الرزق الكريم الذي لم يعطه هذا الأبله أي شعور بقيمته الحقيقية التي يستحقها؟! ماذا يعني أن يصور معتوه مثل هذه المقاطع المصورة لمجرد أن يحصد إعجابات هزيلة بمحتوى ومضمون لا يضيف لقيمته الإنسانية ولا يعطي مضموناً قيماً لحسابه أياً كان في أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي؟، فلم كل هذه التفاهة التي تكلف الشخص غالياً وقد يخسر تواجده في البلاد التي لربما ولد وعاش ودرس وكبر على أرضها لأنه قام بجرم صحيح وصريح بإهانة العملة الوطنية والرسمية لهذه البلاد التي من المفترض أن يتم احترام كل ما يتبعها من مظاهر وأمور ترتبط بقيمتها كدولة ووطن وانتماء حتى للمقيمين وليس للمواطنين فحسب؟!. هناك أمور لا يجب التهاون فيها سواء كنت أيها الشخص مواطناً أو مقيماً، فالجميع يقف عند حدود هذه الأمور باحترام ولا يمكن تجاوزها وهي كل ما يمس كرامة وهوية هذا الوطن بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن إعطاء أي شخص متجاوز العذر في أي فعل تقصد به شهرة فارغة أو حصد إعجابات أو حتى إثارة الأقاويل حوله في شيء يعتقد أنها جرأة محمودة بينما هي في الحقيقة وقاحة مذمومة وقد تؤدي به لما أودى بكثيرين غيره تمادوا في أفعال خارجة عن عرف هذه الأرض سواء كانت تجاوزات دينية أو أخلاقية أو حتى مجتمعية كالبعض ممن يرى أن كل تجاوز اختلاف وكل اختلاف تميز وكل تميز تفرد، بينما الواقع هو أن التميز والاختلاف والتفرد هي في كل أمر من شأنه أن يعلي قيمة الإنسان وقيمة ما يقدمه وما يفعله والقانون في كل هذه التجاوزات لا يفرق بين مواطن ومقيم تجاوز آداب هذا المجتمع بأي شكل من الأشكال سواء كان على شكل قيادة متهورة على رصيف أو استعراض لا قيمة له في شارع فكيف بمن يمس معلماً من معالم هذا البلد بعملة نقدية وما شابه؟. فارفقوا بأنفسكم وليتنبه الآباء لما بات مسلطاً على رقاب أبنائهم في هواتفهم الذكية التي تجبرهم في كثير من الأحيان على الخروج عن القانون فما يُزرع الآن يُحصد بعد أقل من ثانية من نشر المقطع. @[email protected] @ebtesam77