11 سبتمبر 2025
تسجيلالوالدان وما أدراك ما الوالدان! إنهما الرحم الذي أوصانا به المولى عز وجل، وأمرنا بالاحسان اليه، فقد قال تعالى "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَان"، وقال أيضا "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"، وتكرر ذكر الاحسان بالوالدين في حوالي 7 آيات كريمة، ومع تقدم السن ووهن العظم يحتاج الوالدان وكبار السن في منازلنا الى رعاية صحية وإدارة سلامة فعالة للوقاية من المخاطر المحدقة بهم داخل وخارج المنزل. ومما لا شك فيه أن ادراك وفهم إجراءات ومتطلبات السلامة والأمان في المنزل وتطبيقها، هي الخط الدفاعي الأول لحمايتنا وحماية من نعول، خصوصا كبار السن والأطفال الصغار الذين هم اكثر عرضة لخطر الإصابة، ولكن هل تتماشى مخاوفنا بشأن الإصابات المنزلية مع الواقع؟. بناء على احصائيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بأمريكا، تعتبر الحوادث ثالث اكبر مسبب للوفيات في الولايات المتحدة، حيث يتوفى سنويا أكثر 160 الف أمريكي بسببها، وقد شكلت الإصابات المنزلية غير المتعمدة ما نسبته 75 % من تلك الوفيات أي ثلاثة اضعاف حوادث المرور، وأظهرت نتائج الاحصائيات كذلك ان هناك 5 حوادث منزلية رئيسية فتاكة هي التسمم، السقوط، الاختناق، الغرق، والحرائق. ويعتبر الانزلاق والسقوط اكثر الحوادث التي تعرض حياة كبار السن والأطفال للخطر، ويمكن أن تؤدي إلى إصابات خطيرة مثل الارتجاج وكسور العظام او الى الوفاة، لا قدر الله. ففي عام 2014 أنفق حوالي 31 مليار دولار على الرعاية الطبية بسبب السقوط لكبار السن بأمريكا، حيث تعرض كبار السن الأمريكيون الى 29 مليون حالة سقوط او انزلاق تسببت بحوالي سبعة ملايين إصابة. وهناك العديد من التدابير البسيطة التي يمكن أن تساعد على منع السقوط او الانزلاق في المنزل، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يوصى باستخدام السجاد المانع للانزلاق على ارضيات الحمامات، كما يجب الحرص على تنظيف الانسكابات التي تحدث على الأرضيات المصقولة مثل السيراميك او البورسلان او الرخام او الجرانيت، وكذلك شد او استخدم شريط لاصق أو أدوات خاصة لتثبيت السجاد الفضفاض بشكل آمن على الأرض، التأكد من ان الإضاءة جيدة للممرات والسلالم والغرف او المحيط الذي يعيش في كبار السن، كما يجب وضع المقابض المناسبة في الحمام، والتأكد من تثبيتها جيدا للسماح لكبار السن بالاتكاء عليها عند دخول الحمام. قد يقول قائل إن هذه الاحصائيات تعكس واقع الحال في أمريكا أو الدول الغربية التي تعاني من ضعف الروابط الاسرية، وعدم الاهتمام بالوالدين عند الكبر بالقدر الذي نقوم به في مجتمعنا القطري المحافظ والحريص على بر الوالدين والعناية بهما عند الكبر، وأنا أقول إن الاهتمام والرعاية بدون ثقافة ووعي وفهم للإدارة السليمة للسلامة داخل محيط المنزل قد يؤدي الى حدوث ما لا تحمد عقباه. فهناك إجراءات واحتياطات وتدابير سهلة وبسيطة، ولكنها مدروسة وفعالة لتوفير مناخ آمن وسليم ليس لكبار السن فقط بل حتى لجميع افراد الاسرة، وينبغي علينا القراءة والاطلاع والبحث عما يمكن ان نفعله بشكل صحيح لتوفير البيئة الآمنة، وتوجد على الشبكة العنكبوتية الكثير والكثير من المواقع والصفحات التي تقدم المعلومة بشكل رائع وجميل وبكل اللغات. وختاما.. فإن الحوادث المنزلية يمكن ان تحدث بشكل مفاجئ، ودون سابق انذار، وقد يتسبب أي إهمال أو خطأ بسيط بحوادث او إصابات قاتلة، وحتى نتفادى او نقلل الاضرار قدر الإمكان فمن المهم توعية جميع أفراد العائلة على السلوكيات والإجراءات المتبعة للوقاية من الحوادث ومعالجتها بالشكل الصحيح والسليم في حالة وقوعها.