11 سبتمبر 2025

تسجيل

ألف باء التعليم الرقمي

27 سبتمبر 2020

اضطرت جميع الدول للتعامل مع التعليم الإلكتروني بصيغة Online، بسبب جائحة كورونا كحل لاستمرارية عملية التعليم في المدارس والجامعات، وتفاوت نجاح التجربة في الدول حسب خبراتها السابقة في استخدام التكنولوجيا في التعليم واستخدام الأساليب العلمية الصحيحة في تطبيق التعليم المدمج والتعليم Online، فكان لوجود البنية التحتية لهذا النوع من التعليم هو الفارق وهو الذي يضمن نجاحه، والمقصود بالبنية التحتية للتعليم الرقمي هو: وجود الأجهزة الداعمة له والشبكة الإلكترونية المهيأة لاستيعاب الاستخدام المكثف، ووجود الموظفين الأكاديميين المدربين على تطبيق الأساليب العلمية التربوية الصحيحة لهذا النوع من التعليم، وقدرتهم على استخدام الأجهزة الإلكترونية والمنصات الداعمة له، وتوافر الوسائل التعليمية المساندة كذلك، يجب توافر الفنيين الداعمين لعمل الشبكات ومنصات التعلم بشكل دائم، تحسبا لأي طارئ والعضو الرئيسي في هذا التعليم وهو الركيزة التي تربط بين خبراء المادة (المدرسين ) وبين الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا والتصميم الأجدى للمقرر التعليمي هو مصمم المادة العلمية Instructional designer، وهذا الشخص هو الذي يربط بين أهداف المقرر والمعلومات التي يجب أن يتم إيصالها للطالب من خلال التعليم الرقمي وأفضل وسيلة لتقييم أداء الطالب بالتعاون مع الخبراء في المادة العلمية من مدرسين وموجهين ومصممي الوسائل المتعددة (الملتيميديا)، وكل ذلك تبعا لأسس تربوية وعلمية بحتة، وللأسف هذا العنصر غير موجود لدينا في التعليم المطبق حاليا، مما أدى إلى التخبط في الأداء وقلة الفعالية في التعليم الإلكتروني، ومن ناحية أخرى عدم وجود الوسائل التعليمية الداعمة والتي توفر الوقت والمجهود على المدرس وعلى الطالب؛ مثل الفيديوهات التعليمية القصيرة التي تصمم بإشراف وقيادة مصمم المادة التعليمية، ومن الأمثلة التي تبين عدم فهم التعليم الرقمي بشكل صحيح هو أن يشرح المدرس المادة لمدة تتجاوز ربع ساعة ؟. فوجود المدرس في التعليم المدمج أو ال Online يجب أن يكون لهدف معين وليس لعرض كل الدرس وهو شيء ممل للجميع وغير فعال، ولكن يجب عرض الدرس وتقسيمه حسب الأهداف واختيار الوسائل التعليمية المناسبة والصحيحة لذلك على المنصة التعليمية، وبما يتناسب مع الطالب، ويكون الاجتماع مع المدرس لعرض أشياء محددة يتوجب وجوده، ولكن لا يكون الشرح من ضمنها. بالنظر للأوضاع الحالية، وبعد قرار وزارة التعليم بأن القرار يرجع لولي الأمر في أن يختار الطريقة التي يتعلم بها الطالب، كنت أتمنى بأن يكون خيار التعليم المنزلي من ضمنها وهو حل يتمناه الكثير، فتوضع المادة العلمية بالمنصات الإلكترونية ويتكفل ولي الأمر بتعليم الطالب على أن يتم تحديد أوقات الاختبارات والامتحانات التي يجب على الطالب أن يقدمها. وجزء كبير من التعليم المدمج يعتمد على الدراسة الذاتية بتوجيه من المدرس وهو الخيار الذي أدعو له، ولكن بما يتناسب مع الطالب من حيث الوقت. إن تأخر تطبيق التعليم الرقمي بأشكاله في التعليم أدى لحالة الغموض الحاصلة، ونشكر الجهود المبذولة من قبل المدرسين والطلبة لاستيعاب هذه النوازل، ونتمنى من وزارة التعليم والتعليم العالي أن تدرس التطبيق الفعال للتعليم الرقمي، وهو تحد كبير يحتاج لإمكانيات بشرية ولوجستية، كما تحتاج لوقت للتدريب الفعال على كل ذلك.