07 أكتوبر 2025

تسجيل

التعليم المدمج ومعاناة الأسر

27 سبتمبر 2020

في الحقيقة إنني أرأف بحال الأمهات بشكل خاص وأولياء الأمور بشكل عام، وكذلك القائمين على العملية التعليمية لمعاناتهم مع الأبناء في المدارس، وقد تغيرت الكثير من الأمور لديهم، وتبعثرت الجهود بين التعليم المدمج والتعليم عن بعد، ووجد أولياء الأمور أنفسهم في حيرة بين الاختيارين، أحلاهما مر، فالتعليم في المدرسة قد يواجه خطر الإصابة بمرض الكورونا والذي اكتشفت حالات بين بعض الطلاب وطاقم المدرسة، ورغم قلة هذه الحالات نسبياً، إلا أن هؤلاء الأهل يعيشون القلق وهم يصطحبون الأبناء للمدارس، كما أن القائمين على التعليم يواجهون ذلك القلق أيضا، وهكذا تكون الدراسة بشيء من التوتر، مما قد يقلل الاستيعاب، رغم أن وجود الأبناء وخاصة الأطفال في المدرسة مفيد نفسياً لهم، حيث يجتمعون مع زملائهم، ويتعلمون في جو المدرسة، وأما التعليم عن بعد رغم أنه مفيد وبعيد عن خطورة المرض ولكنه قد استوجب عبئاً كبيراً على الأسرة وخاصة احتياج الأطفال في المراحل التأسيسية إلى وجود الأم أو الأب لمساعدتهم في مواجهة تكنولوجيا التعليم وخاصة إذا كان التعليم مباشرا، كما تقوم به أغلب المدارس وغياب الوالدين في العمل لا شك أنه يؤثر على عملية التعلم عن بُعد، بالإضافة إلى أن بعض الأهل يضطرون إلى مساعدة أبنائهم بطريقة قد تكون مضرة عليهم، وهي حل الواجبات عنهم أو متابعة الدروس ومن ثم شرحها للأطفال، وهذا قد يعمل على تكاسل الأبناء وتقاعسهم عن متابعة الدروس والاهتمام بالواجبات. ونحن لا نلوم أحدا، لأن الأوضاع التي تمر بنا وانتشار هذا الوباء الذي غير وجه الأرض حتمت عليهم بعض التجاوزات، ونرى أن يتاح للأم أو الأب فرصة لمتابعة الأبناء في التعليم عن بعد، خاصة في وجود عدد من الأطفال في سن متقاربة، وذلك بالتناوب بينهم وبحث إمكانية تخفيف ساعات العمل على الأم والأب بالتناوب في فترة التعليم عن بعد، حتى لا نخسر أبناءنا تعليمياً، وهذا يتوجب في الظروف الطارئة، ويمكن للأم أو الأب متابعة العمل عن بعد كذلك، وبذلك يحصل التوازن وخاصة أن الغالبية من الأسر اختارت التعلم المدمج ؛ حتى لا يجد الابن نفسه بعيداً عن محيط مجتمعه. وهنا لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر العميق للقائمين على العملية التعليمية بداية من سعادة وزير التعليم والتعليم العالي إلى أصغر موظف وخاصة المدرسين والمدرسات الجنود الذين يحاربون على كل الجبهات، والله يخرجنا من هذا الابتلاء على خير، ويحفظ أبناءنا ويحفظ قطر وأهلها. [email protected]