22 أكتوبر 2025
تسجيلتعاملت قطر وقيادتها مع دول الحصار منذ بداية الأزمة وحتى ساعتنا هذه بحكمة واتزان؛ سعياً للمحافظة على ما تبقى من صلة رحم ووشائج قربى تربط شعوب دول الحصار بالشعب القطري، ولأن القطريين يتعاملون بأصلهم ومكارم أخلاقهم، فإنهم ظلّوا على فطرتهم التي فطرهم الله عليها وأبقوا باب الحل من جانبهم مفتوحاً رغم تجييش دول الحصار لسفهائهم من كبار المسؤولين والمستشارين وتابعيهم من حثالة الناس الذين لم يتركوا لفظاً بذيئاً ولا طعناً في الأعراض والأصول إلا وطرقوا بابه، فجمعوا كل الأوصاف القبيحة التي نهلوها من مرتعهم الذي تربّوا فيه إلا ونعتوه بحكامنا وأمهاتنا ولم يردعهم في ذلك أي وازع أخلاقي بتاتاً! بعد أن كشف الله نواياهم وردّ عن قطر كيدهم، نرى الآن حكمته في دول الحصار بما جنته أيديهم ليرتد مكرهم لأعقابهم ويكشف غلهم وتغطرسهم حتى ضاقت منهم شعوبهم والأرض بما رحبت، ولعل ما فعلوه في الـ 480 يوماً من حصارهم الجائر على قطر، والذي تنوّع في صوره الخبيثة من شيطنة وتحريض ودعوة لإسقاط الحاكم وتجييش لعلماء الدين والفن والإعلام وحتى الرياضة التي أيضاً لم تسلم من حقدهم وطعنهم للأعراض، وفوق كل هذا وذاك منعهم للقطريين من ممارسة شعائرهم الدينية وحرمانهم من الحج والعمرة والادعاء بأن السلطات القطرية هي من تمنعهم من ذلك! مع كل قرار مجحف وظالم دُبّر بليل اتخذته دولُ لم تُراعِ حق الدم والقرابة والجيرة، نجد قصة معاناة وألم لمواطن قطري أو مواطن من دول الحصار وجدوا أنفسهم وسط معركة الإخوان الأعداء وكأنها أشبه بقصة يوسف مع إخوته وبسيناريو تفوح منه رائحة الافتراء والكذب لتبرير مآربهم الشيطانية التي كشفها الله أمام الملأ أجمع. ومن المؤلم أن نجد من بيننا أصواتاً نشاز تدعو بعد ما رأيناه من غدر وظلم إلى السعي للصلح وكأنه لم يحدث شيئ، وكأن قطر لم تدع وتناشد من افتعل هذه الأزمة منذ بدايتها إلى الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات لحل هذه الأزمة التي بُنيت على باطل لتحقيق مآرب خبيثة للهيمنة والتبعية والسيطرة على ثروات قطر بكل ما تحمله من عنجهية وطغيان! أصحاب نظرية (الصلح خير ) هم أنفسهم الذين الذي كانوا دائما يُصدّعون رؤوسنا بانتقاداتهم عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي بتلك الوزارة أو ذاك الوزير أو ذلك المدير ويملأون الدنيا ضجيجاً وكانوا يُقابلون بسعة صدر وتجاوب ومع هذا فإننا لا نسمع اصواتهم إلا عندما يريدون أن يُثيروا قضية ويُشغلون الناس بها وهو ما يجعلهم في غمرة سعادتهم ! وفي المقابل لم نرَ لهم البتة مقالاً واحداً أو تغريدة يتحدثون فيها بأي شيء إيجابي فكل ما في الدولة بوجهة نظرهم سلبي والإيجابية معدومة ، وكأنهم يظنون أننا نعيش في المدينة الفاضلة ولسنا منزهين من الأخطاء ، والأدهى والأمر أنهم طوال هذه الأزمة لم نَرَهم يكتبون مقالاً واحداً أو يغردون تغريدة واحدة بنفس أساليبهم الثورية التي كانوا معتادين عليها قبل الأزمة !! دعوا الفلاسفة بأن نضع ثقتنا في قيادتنا لأنه لا مناص بأن عدم الاتجاه لطريق ( الصلح خير ) عواقبه الشر والفتنة والضعف والهوان والتشتت والتفكك والاستفراد ، وكأن قطر هي من أوصدت الأبواب في وجوه هذه الدول وعرقلت الوساطة الكويتية !! وأرى بصدق أن هذا الكلام فيه تجنّي وظلم صريح في حق أهل قطر، فمن منّا لا يضع ثقته في سيدي سمو الأمير المفدى الذي تعامل مع الأزمة بحكمة وصبر فاق كل الحدود، وعبًر عن اعتزازه بالمستوى الأخلاقي الرفيع الذي أظهره الشعب القطري في مقابل التحريض والحصار ؟!! فمن عليه أن يُهرول للصلح يا سادة يا كرام هم من صنعوا هذه الأزمة وسعوا للتفرقة وهدم كيان مجلس التعاون الخليجي لأهداف رسموها في مُخيلاتهم للتوسعة والهيمنة!! دعاة الصلح خير ظنّوا والله أعلم أنهم الوحيدون الذي يملكون الحكمة في هذه الأزمة وأن دعوتهم قد تُصلح نوايا حكام دول الحصار الذين يبدو أن القضايا التي رفعتها قطر عليهم في المحاكم الدولية هي من ستفرض الحكمة والعقل عليهم رغماً عن أنوفهم وهو ما شاهدناه بعد مداولات محكمة العدل الدولية في الفترة الماضية والذي تبعه تهدئة للغة التصعيد التي كانوا معتادين عليها !! ما يجب أن يعيه جيداً أبناء جلدتنا دعاة الصلح خير ومن سار على نهجهم أننا في قطر كمواطنين قطريين لن نُسامح ولن نغفر لمن طعنوا في أعراضنا وأساؤوا لحكامنا وبيّتوا النية لغزونا واستباحة دمائنا ، فعن أي صلح يتحدثون عنه بعد كل هذه التجاوزات الغير أخلاقية التي لم تردعها أواصر القربى والدم ، فصدمتنا مما حدث ستظل عالقة في أذهاننا مدى الدهر ، فدعوا عنكم هذا الهراء ومن عليه أن يسعى للصلح هو من بغى وأدبر وضمر للشر ، فأكرمونا بسكوتكم فلا حاجة لنا بمواعظكم العقيمة !! فاصلة أخيرة جاء خطاب سيدي سمو الأمير المفدى في الجمعية العامة للأمم المتحدة شاملاً ووافياً أكد فيه أن قطر تسير على نفس نهجها المستقيم الداعم لكل الحقوق وقضايا شعوب العالم ومُناصراً لقضايانا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية .. أجزم بأن كل الثوابت والقيم التي ذكرها سموه في خطابه تغيظ وتُثير غل وحقد جيران الغدر والسوء !! [email protected]