31 أكتوبر 2025
تسجيل* سعدت لمشاهدة كتاب ضخم يحمل اسم "قطر صندوق كاترينا" Qatar katrina Fund في زيارة لصديقة أمريكية في مكتبها، وهو يتحدث عن نتائج تبرع دولة قطر منذ 10 أعوام لإعصار كاترينا. تصفحت الكتاب سريعا وشاهدت صورا لسمو الأمير الوالد حمد بن خليفة وهو يحمل طفلا، وصورة لسمو الأمير الشيخ تميم مصافحا الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وعدة صور لدبلوماسيين قطريين نفخر بهم. مع تصفحي بفخر للكتاب تخبرني الصديقة بأنه أهدي لها من احد الدبلوماسيين القطريين وسعيدة بما جاء بالكتاب. وتقول لي بأسف إن هذا التبرع الكبير لقطر في بداية كارثة الإعصار لم يكتب عنه ولم يذع عنه إعلاميا في أمريكا! قلت لها: نحن يكفينا أن الله يعلم.. فدولة قطر تتبرع وتساعد المنكوبين ابتغاء للأجر من الله. وتسألني قبل المغادرة ما أخبار الأزمة في قطر؟ أجيبها بابتسامة نحن بخير من دونهم.. يأتي باليوم التالي من هذا اللقاء خطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في المناقشة العامة للدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت في مدينة نيويورك. كما اعتاد العالم؛ يأتي خطاب سمو الأمير إنسانيا في المقام الأول وسياسيا وعادلا لقضايا إنسانية وسياسية في مقدمتها القضية الفلسطينية آخر الدول المستعمرة، ومرورا بالأزمة السورية ومعاناة شعبه من قيادته، وإنسانيا لمعاناة اليمن من الكوليرا ومبادرة دولة قطر للمساعدة مع الأمم المتحدة، وغيرها من قضايا إنسانية وأزمات سياسية تدعو للعدالة وسيادة دولة القانون ومحاربة الارهاب. مؤكدا سموه في خطابه الدعوة لحل القضايا والأزمات السياسية بالحوار، وأهمها ما تعرض له وطننا من حصار ابتداء من عملية القرصنة التي أنهى بها سموه خطابه مؤكدا سموه الأهمية القصوى لتطور التكنولوجيا الرقمية والمعلوماتية ووسائل الاتصال الرقمية وغيرها، وأن حاجات جديدة نشأت ولم تكن معروفة في السابق، مثل حرية الاستخدام، والحاجة للدفاع عن مجال المواطنين الخاص من مخاطر الاختراق، وأهمية الأمن السيبراني للدول. ودعا سموه إلى تنظيم التعامل مع الاختراق وضبط مخاطره دوليا. مؤكدا ما عانت منه قطر وغيرها مـن الدول من آثار الـقـرصـنة والـتجـسس الرقميـين، ما يدفع إلى التأكيد بقوة على ضبط مخاطرها، واستعداد قطر للعمل مع منظمات الأمم المتحدة لتنظيمه قانونيا. مع اقتراح الدعوة لاستضافة مؤتمر دولي يبحث سبل تنظيم هذا الموضوع في القانون الدولي. آخر جرة قلم: رب ضارة نافعة، ضرر الأزمة التي افتعلوها تحول بفضل من الله ثم حكمة قيادتنا الرشيدة لمنافع كثيرة عادت على قطر سياسيا واقتصاديا ودوليا ومحليا وأهمها الاهتمام بالاكتفاء الذاتي، ومعرفة قطر دوليا جاءت متزامنة مع استضافة مونديال 2022 ومع التصرفات والقرارات الطائشة بحصار قطر، وما ترتب عليه من أضرار كثيرة، نشعر بالفخر أننا من قطر، تبقى هي السباقة في المساعدات الإنسانية لتكون دفع بلاء عنا جميعا من كيد الكائدين. سلوى الملا. [email protected]