18 سبتمبر 2025

تسجيل

جيل الآيباد!

27 سبتمبر 2015

عندما كنا صغاراً كانت للحياة نكهة مختلفة، بتفاصيل صغيرة تسعدنا كقطعة حلوى، أو قضاء وقت ممتع مع أبناء الفريج الواحد في اللعب وتبادل الأحاديث الطفولية وغيرها، عالم مليء بالبراءة والجمال والبساطة في كل ملامحه، مختلف اختلافا كليا عن حياة أطفالنا في هذا الزمان للأسف الشديد، يؤلمني جداً أن تختصر اهتمامات معظم الأطفال الآن في الألعاب الإلكترونية، أو متابعة جديد التطبيقات والألعاب عبر الآيباد والأجهزة اللوحية المختلفة.يؤلمني أكثر إطلاق مصطلح جيل الآيباد على الأطفال الآن، فهؤلاء الأطفال لا ذنب لهم سوى وجودهم بين آباء اعتبروا وضع الأجهزة الإلكترونية في ايدي الأبناء هو الحل الأول والأمثل للراحة من إزعاج أطفالهم، وإشغالهم دائماً بأي شيء، دون التفكير بمخاطر ذلك الشيء، نعم عندما أرى مجموعة من الأطفال في البيت أو المطاعم أو حتى أثناء السفر تنحصر اهتماماتهم في الأجهزه التي بين أيديهم، دون اهتمام الآباء بالمحتوى الذي يجذب هؤلاء الأطفال للتسمر ساعات طويلة دون حركة تذكر. وفي نفس السياق لابد أن أذكر لكم أنني ضد تقسيم الأجيال بمسميات كجيل الآيباد وجيل الطيبين وغيرها، ولكن أنا مع تعديل الوضع لمصلحة البشرية مجتمعة، ومؤمنة بأن هناك تتابعا للأجيال، فصلاح جيل يترتب عليه صلاح الجيل التالي وهكذا، ومسمى جيل الآيباد هو مصطلح تم اختياره لأننا بكل بساطة اخترنا لأطفالنا الآيباد ليكون محط اهتمامهم وثقافتهم وفي أحياناً كثيرة سقفا لأمنياتهم!! لنحاول جميعاً كمربين؛ آباء وكتابا وإعلاميين ومهما كان موقعنا، أن نتكاتف لخلق بدائل تنمي مهارات ومعارف أطفالنا، ونبتكر حلولا تسهم في إبداعهم وتميزهم بعيداً عن النسخ واللصق الذي يتيحه لهم الآيباد وغيره، لنحاول أن نكسر إطار الانعزالية الذي ساهمنا في بنائه حول أطفالنا بسبب هذه الأجهزة، ونجعل من هذا الطفل كائنا إجتماعيا يتفاعل ويشارك ويعبر عن رأيه بالشكل الصحيح مع الآخرين، ويكون له هدف وطموح ورؤية منذ الصغر لينمو ويكبر على ذلك.. حفظ الله الجميع ودمتم بألف خير..