18 سبتمبر 2025

تسجيل

سمو الأمير "رمز النخوة العربية"

27 سبتمبر 2013

شكّل خطاب صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثورة خطابية خرجت من نطاق المجاملات الدبلوماسية، وحلقت عبر الأجواء الحقيقية التي تلامس هموم الأمة العربية ووجدانها، الخطاب جاء معبراً بكل ما تحمله الكلمة من معنى عميق، ونابعاً من قلب حاكم عربي شهم.. في زمن نَدُر فيه وجود حاكم يتألم لما يعانيه أبناء شعب شقيق، تكالبت عليه المصائب من كل حدب وصوب. سمو الأمير "حفظه الله" ركّز في خطابه التاريخي على المعاناة التي يعانيها الشعب السوري من بطش وقتل وتهجير، على يد نظام متسلط مستبد، وناشد الدول العربية أن تهب لنجدة هذا الشعب عن طريق تشكيل قوات ردع عربية، لإيقاف هذه الجرائم المروعة بحق هذا الشعب المغلوب على أمره. من تابع خطاب سموه عند تطرقه للشأن السوري يحس بعمق ـ من نبرات صوته ـ مدى ألمه وحزنه على المآسي التي تحدث في الأراضي السورية، ومدى ما آلت إليه الأمور في سوريا على يد هذا النظام الظالم. جاء خطاب سموه شاملاً للعديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الأمن والسلم الدوليين، متضمنة الإجراءات والطرق السليمة لضمان استتباب السلام بين الحكومات والشعوب، ولم يخلُ خطاب سموه من العبر والحكم المستخلصة من حنكته السياسية، وتعاطيه مع العديد من القضايا الإقليمية والدولية، حتى أضحت قطر من الدول السباقة في احتضان المبادرات السلمية، والداعية إلى التآخي بين جميع دول وشعوب العالم، هذه الحكمة والحنكة، أسهمت إلى حد كبير في تبوؤ قطر مكانة عالمية، تستحق من أجلها أن تنال احترام العالم بأسره. وأجزم بأنه لو قِيْسَ معيارا الفخر والاعتزاز لدى شعب ما لحاكِمه، لَـهتف لسان الفخر والاعتزاز لدى شعب قطر، بأعلى صوته: "هنيئاً لنا بسمو الأمير.. رمز النخوة العربية". فاصلة أخيرة "الدكتاتورية لا تتراجع بمجرد رؤية طلائع الثورة عليها، وإنما تحتاج إلى مقاومة حقيقية حتى تزول!!" حكمة قالها سمو الأمير، وستظل عالقة في أذهان العديد من الشعوب والحكام.