18 سبتمبر 2025

تسجيل

النساء أكثر تضرراً بسبب الذكاء الاصطناعي

27 أغسطس 2023

شهدت دول العالم قاطبةً خلال جائحة (كورونا) كوفيد - 19 تأثيرات واسعة النطاق، حيث طرأت تغيرات كبيرة على مكان العمل في كثير من الدول، وأدت هذه التغيرات المفاجئة إلى الانتقال إلى العمل عن بُعد، وبات الاعتماد المكثف على التكنولوجيا المتطورة عبر الحاسوب إلى أن أصبح للذكاء الاصطناعي دور محوري في إعادة هيكلة سوق العمل. هناك دراسة نشرتها منظمة العمل الدولية الأسبوع الماضي حول التأثيرات المحتملة في عدد من الوظائف وجودتها؛ بسبب الذكاء الاصطناعي، وقد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الوظائف بدلاً من تدميرها مع تغييرات محتملة في جودة الوظائف، كما ذكرت الدراسة تحذيرات من أن العمل الكتابي سيكون الأكثر تضرراً، ومن المحتمل أن وجود ضرر أكبر بوظائف النساء؛ نظراً للنسبة الكبيرة منهن تعمل في هذا القطاع. تُعد نسبة 24 ٪ من المهام الإدارية عُرضة بشكل كبير للذكاء الاصطناعي، فضلاً عن ذلك، تظهر نسبة 58 ٪ من هذه المهام ذات حساسية متوسطة لهذه التكنولوجيا. ومن جهة أخرى، تبقى القطاعات الصناعية الأوسع نطاقاً غير متأثرة بشكلٍ كبير، حيث تعد مهام قليلة بنسبة تتراوح بين 1 ٪ إلى 4 ٪ عُرضة بشكل كبير. ومع ذلك، فإنَّ الآثار المترتبة على هذا التقدم التكنولوجي لا تُوزع بالتساوي، حيث تلعب الفوارق الاقتصادية دوراً كبيراً في تحديد وتيرة العمل، كما تواجه الدول ذات الدخل المرتفع 5.5 % من إجمالي العمالة مُعرضة بشكلٍ محتمل لتأثيرات التكنولوجيا، بينما في البلدان منخفضة الدخل تتعلق المخاطر فقط بنحو 0.4 %. أحد الاكتشافات المدهشة هو التناقض بين الدول المتقدمة والنامية، فالدول النامية تعاني من قلة وجود الذكاء الاصطناعي في حياتها اليومية والمهنية، بينما قد ترى المناطق الغنية أن ما يصل إلى نسبة 13.4 ٪ من فرص العمل قد تستفيد من تحسين الذكاء الاصطناعي، وقد تعوق المشكلات في الدول الأقل تطوراً هذا التقدم. من الواضح أنه مع اختراق الذكاء الاصطناعي للمزيد والمزيد من جوانب حياتنا العملية، كما سيتعايش الناس مع التكنولوجيا بشكل طبيعي بدلاً من استبدالها، فالتحدي الحقيقي هو تحقيق هذا الإمكان بطريقةٍ تعود بالفائدة على جميع الأطراف وتمنع أزمات عالمية جديدة.