15 سبتمبر 2025
تسجيليخلق الانسان ضمن مجموعة من المعطيات المجتمعية والإيديولوجيات المحيطة التي تساهم في تشكيل مبادئه وملامحه الشخصية والذاتية، واستنادا لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (كل مولود يولد على الفطرة). ففي هذه المرحلة من حياة الإنسان يتحول بفطرته إلى أسفنجة تمتص ما حولها من (علم جديد) ليصبح جزءا من هذا المجتمع الذي ينتمي إليه. وعند وصول الإنسان إلى مرحلة الإدراك والاختبار فإنه يعرض كل ما تعلمه أو خاضه من علوم وأساليب حياة وما تحتويه من مبادئ وقوانين شكلته إلى الاختبار، ويتحول هذا الإدراك الأسفنجي إلى مرآة واقعية صادقة تجرد كل ما يعرض إلى الحقيقة. وقفة تأمل: في مرحلة الإدراك والاختبار يبني الإنسان انتماءات جديدة ومدارك قد تكون مختلفة عما عاشها سابقا. وشبهت مرحلة ما بعد الإدراك بالحرب، لا يخوضها إلى الإنسان الشجاع، فالعديد من الكتب وصفت هذا الإنسان الذي استخدم الإدراك المرئي عوضا عن الأسفنجي بأنه "المحارب" كما ذكر في كتاب المحارب للكاتب (دوغان جوجل أوغلو). وأجزم على صدق اختيار الصفة لهذه المرحلة، فإن الإنسان المدرك الذي يحمل نية التغير يواجه حربا تبدأ من مجتمع ينتمي أو كان ينتمي إليه. يحاولون إرجاعه إلى حدودهم الفكرية والشخصية، ويواجه حربا أخرى مع ذاته في الابتعاد عما كان عليه من معتقدات إلى ذات جديدة تحمل أفكارا قد تكون مضادة لسابقاتها وصورا ذهنية جديدة قد لا تكون متشابهة مع خزينة عقله المرئية. أستودعكم: لن يقبل تطويرك أو اختلافك الجميع، وعليك أنت تقبل ذلك. [email protected]