12 سبتمبر 2025

تسجيل

قضايا الخلافة في الشركات العائلية

27 أغسطس 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يوضح مسح قامت به برايس ووترهاوس كوبرز أن 38% من الشركات العائلية في دول المنطقة لا يملكون خططا للخلافة. وهذا يؤكد أن هذه القضية الهامة لا تزال مهملة بسبب عدم إدراك أصحاب الأعمال لمدى أهميّتها بالنسبة للعائلة ولأعمالها على حدٍّ سواء. وسنن الحياة تقول إنه يأتي وقتٌ ما في عمر مؤسس الشركة العائلية يصبح فيه من الضروري البدء بعملية نقلها وتسليمها إلى آخرين. وقد يكون التفكير في التقاعد أو المرض أو غيره من الأسباب. إلا أن تغافل الحاجة للاستخلاف بشكل مطلق لن يكون مكلفًا فحسب، بل أيضًا يثير الكثير من النزاعات العائلية، ويمكن أن يؤدّي إلى نتائج مدمّرة لا داعي لها. 15 % من الشركات العائلية تستمر بنجاحلكن الموضوع بحاجة إلى أكثر من وضع خطة الاستخلاف. فقد أشارت دراسة أجراها بنك أوف أمريكا إلى أنه ورغم أن ثلاثا من أصل أربع شركات أمريكية أفادت بوجود خطة موضوعة لديها للتعاقب، إلا أن أقل من 40% من الشركات قامت فعليًا بتنفيذها، كما لم تتمكن إلا 15% من الشركات العائلية في الاستمرار بنجاح حتى الجيل الثاني، وكانت النسبة حتّى أقلّ من ذلك لمن استمروا للجيل الثالث. لذلك يتطلب نجاح تنفيذ خطة التعاقب أو الاستخلاف أو الخلافة تشكيل فريق متكامل من المتخصّصين في مجال التسويق والإدارة والمسائل القانونية والشؤون الأسرية والتدريب والإرشاد الأسري لضمان نقل إدارة الشركة على أحسن وجه من المؤسس إلى الجيل الذي سيخلفه. ومن المستحسن البدء بوضع إستراتيجية الخروج الخاصة بالمؤسس في وقتٍ مبكّر، وعقد اجتماعات مقرّرة دوريًا للفريق بأكمله من أجل تحديث وإعادة تقييم خطة عملية التعاقب. وبحلول الوقت الذي ستكون فيه خطة التعاقب قد دخلت حيز التنفيذ، من المرجّح أن يكون قد تكوّن لدى المؤسس نواة من الموظّفين الأساسيين لنجاح الشركة المستمر. ويمكن من خلال إدخالهم ضمن فريق عملية التعاقب كسب دعمهم، وأهم معارفهم وخبراتهم في مجال السياسات التشغيلية بالإضافة إلى تحسين فرص الاحتفاظ بهم. كما سيسهم ذلك في إعطاء ضمانات للعملاء بعدم تعرّض الشركة لمفاجآت أو تحولات غير متوقّعة في الخدمات. ويمكن أن يتم العمل على جمع فريق عملية التعاقب معًا على شكل مجلس استشاري يمكنه المساهمة بصورة جماعية في المناقشات الخاصة بالتخطيط. كذلك بالإمكان، النظر في ضم بعض الأشخاص لهذا المجلس. على سبيل المثال مستشار لخطة التعاقب. فهناك ثمّة خبراء وشركات متخصّصون في وضع وتنفيذ خطط التعاقب بمقدورهم تيسير إيجاد الحلول للقضايا المرتبطة بالتخطيط. كذلك يمكن ضم رجال أعمال خارجيين قياديين أثبتوا نجاحهم في التخطيط لعملية التعاقب الخاصة بهم إلى المجلس الاستشاري. وسوف يعزّز التخطيط الذي سيضطلع به المجلس الاستشاري من قوة الشركة بطرقٍ جيدة. فقد توفّر عملية التخطيط التي يقوم بها المجلس معلوماتٍ وخبرات لتقييم خيار تحويلها لشركة عامة. فعلى سبيل المثال، ينبغي أن تقيّم الخطة احتمالات النمو المستقبلي للشركة. وإذا تمّ تحقيق النمو، هل يمكن للشركة أن تصبح مرشّحةً للملكية العامة لتتمتّع بما يرافق ذلك من فوائد؟ كما يسهم التخطيط في طمأنة الموظّفين الرئيسيين بأنّ الشركة تخطّط بعناية للمستقبل، بحيث إنه في حال عدم وجود شخص مؤهل ضمن الجيل الأوّل من العائلة، فقد ينظر المؤسّس في احتمال البيع لموظّفيه. كما يسهم التخطيط في التحديد الواضح لخطوط المسؤولية في الوقت الحاضر وحتى للمستقبل، علاوة على التنسيق بين أهداف المؤسّس والجيل الأوّل في الشركة.