11 سبتمبر 2025

تسجيل

حلاوة وعذوبة

27 أغسطس 2015

أحبائى القراء .. هذا المقال يختلف تماما عما تعودت أن أكتبه وأتشرف بتقديمه لكم للقراءة .. فهو دعوة لقراءة فقرة باللغة العربية .. أرى من وجهة نظرى الخاصة أنها جميلة وطريفة .. هيا نقرأ معا تلك السطور والتى يصف فيها كاتبها حدائق حى شبرا عندما زارها وهو طالب .. وبعدها سيكون لنا حديث . " جهة شبرا هى المكان المطروق للرياضة .. يقصد إليها المرتاضون .. مشاة وركبانا.. وكان المار يرى الدواب المطهمة تغدو وتروح .. وأحيانا واقفة فى إنتظار أصحابها ممن حضروا للرياضة مكبلة فى اللجم صفوفا على جوانب المزارع". هذه فقرة من مذكرات أحد الأشخاص ويدعى أحمد شفيق " الذى أصبح أحمد شفيق باشا فيما بعد ".. وهو ليس الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق .. كما أنه غير متخصص فى اللغة العربية كما قد يظن البعض .. ولكنه درس المرحلة الإبتدائية فى مدرسة المبتديان الإبتدائية الواقعة بالقرب من حى السيدة زينب بالقاهرة .. ثم درس بمدرسة القبة التجهيزية .. ما يعادل الثانوية الآن .. ثم أكمل دراسته فى فرنسا . ولى عدة ملاحظات على ما سبق أوجزها فى الآتى : - الكاتب درس فى مدارس حكومية عادية والتى يدرس فيها جميع الناس فى تلك الأوقات "بدايات القرن العشرين". - الكاتب يستخدم اللغة العربية فى التعبير عما فى نفسه وفى كتابة مذكراته نتيجة ما درسه فى تلك المدارس الحكومية. - إذا أعدنا قراءة تلك الفقرة من مذكراته لوجدنا فيها بلاغة وقوة فى التعبير وسلاسة فى الأسلوب مع صحة فى قواعد اللغة العربية بشكل عام. - لم يلجأ الكاتب لإستخدام اللغة الفرنسية أو حتى عبارات منها برغم تمكنه منها نتيجة معيشته فى فرنسا والدراسة بها سنوات طويلة وتمكنه منها .. وهى عادة أصبحنا نعانى منها فى سائر البلاد العربية فى الوقت الحالى .. سواء فى تعاملاتنا فى حياتنا اليومية وتكون عادة على سبيل التظاهر بالفرنجة ومعرفة اللغات الأجنبية أو حتى فى وسائل الإعلام " وموضة " إستخدام الكلمات الإفرنجية .. ولم يسلم من ذلك أسماء البرامج نفسها .. وحتى المحلات التجارية سايرت هذا الإتجاه الذى أصبح سائدا لأنه موضع إعجاب الناس وخاصة الشباب منهم . هناك بعض الملاحظات الأخرى والتى قد يندهش لها القراء الأحباء الذين قاموا بزيارة حى شبرا بالقاهرة فى السنوات الأخيرة والتى تحول إلى غابة أسمنتية من المبانى وكيف كانت تلك المنطقة بذلك الجمال الذى يصفها به كاتب المذكرات .. ولنلاحظ معا ماذا فعل الأحفاد بما تركه لهم الأجداد من ميراث .. ليس فقط فى الأبنية والشوارع ولكن أيضا فى لغتهم الأم .. اللغة الجميلة التى نزل بها القرآن الكريم. وهذه دعوة لكل الآباء والأمهات والقائمين على التعليم فى بلادنا بالعودة إلى الإهتمام باللغة العربية فى مدارسنا وفى الكتب التى يقرأها أولادنا من أجل الثقافة أو حتى تمضية الوقت .. ولا أكون مغاليا لو أننى ذكرت القراء الأعزاء بأنه كان فى الماضى كما روى لى من يكبروننى فى العمر .. كان يوزع على طلاب المدارس الثانوية كتب تهتم باللغة العربية مثل الكتاب القيم " المنتخب من أدب العرب " وبه قطع منتقاة من قطوف الأدب العربى .. كما كان يتم إجراء إختبارات شفهية فى اللغة العربية ولا ينتقل الطالب إلى مرحلة دراسية أعلى إلا بعد إجتياز هذه الإختبارات. للإقتناع بما ورد فى مقالنا هذا أرجوك إعادة قراءة الفقرة من المذكرات فى بداية هذا المقال . وإلى اللقاء فى موضوع جديد ومقال قادم بحول الله.