12 سبتمبر 2025

تسجيل

التعليم والثقافة العربية

27 أغسطس 2015

إن من أهم المشاكل التي تواجه الثقافة العربية؛ هي ركاكة النظام التعليمي الموجود في الدول العربية، الذي فشل في نشر اللغة العربية وبثّ روح الهوية العربية، وغَرْز حب الثقافة العربية عند الطلاب، فأنتج مجتمعاً ضعيفاً غير محصن لمواجهة التحديات التي فرضتها المتغيرات السياسية والاقتصادية في عالمنا العربي. وقد لا يوافقني البعض عندما أقول بأن الثقافة العربية ضعفت خلال العشرين عاماً الماضية، ولكنني أتحدث عن النوعية لا الكمية. ولابد من طرح السؤال التالي: هل لعب التعليم دوراً في تطوير الثقافة العربية؟ صحيح أن هناك زيادة في ميزانيات التعليم في الدول العربية، ولكن نسبة كبيرة من هذه الزيادة خصصت للمباني والأجور واستيراد المناهج، بدلاً من تطوير المناهج الموجودة والتركيز على المعلم والطالب. علماً أن المنهج الدراسي ليس فقط «الكتاب المقرر»، بل يفترض أن يشمل الأنشطة والأفكار الثقافية. ولكن عندما تصبح اللغة العربية لغة ثانوية، ويتم حذف مادة الرسم من المنهج الدراسي، أو توقيف النشاط المسرحي المدرسي على سبيل المثال، فإن هذا المنهج يهدم ثقافتنا العربية، ويوحي للطالب بأنه مرتبط بالمدرسة بعقد ينتهي مع انتهاء العام الدراسي. لطالما كان النشاط الثقافي داخل المدرسة هو الهدف الرئيسي في تعليم اللغة العربية والأدب والفنون، والتحاور ونقاش الأفكار المختلفة، والتعرف على الشعراء والأدباء في عالمنا العربي، وكتابة البحوث، والمشاركة في المسابقات الثقافية، من خلال تنمية المهارات من قراءة ومطالعة، أو محادثة وحوار، واستخدام قواعد نحوية وأدبية. ولكن هل نستخدم اليوم الوسائل الحديثة في تعزيز ثقافتنا العربية، والبحث عن المعلومة؟ أم علينا أن نبحث عنها في الكتب القديمة والمخطوطات النادرة؟ والغريب أن تساهم مؤسساتنا التعليمية في ضعف الثقافة العربية، في حين يتم مناقشة إمكانية توسيع وتعزيز برنامج تعليم اللغة العربية في المدارس العبرية، من قبل لجنة التربية والتعليم التابعة للكنيست في إسرائيل. علينا جميعاً أن نساهم في تعزيز الثقافة العربية في التعليم المدرسي، ووضع المناهج والأنشطة المدرسية الكفيلة بتطويرها والحفاظ عليها من الوهن والضياع.