17 سبتمبر 2025
تسجيلرغم كثرة الحديث عن وفرة اكتشافات واستخراج الغاز والنفط الصخري الأمريكي (الطفلي)، والتي يمكن أن تجعل من الولايات المتحدة الأمريكية أكبر منتج للنفط والغاز في العالم، حيث تشير بيانات وتقارير وزارة الطاقة الأمريكية إلى بلوغ احتياطيات البلاد من الغاز الصخري نحو 637 تريليون قدم مكعب.... فإن أرقام وبيانات وزارة الطاقة الأمريكية ذاتها تؤكد أن احتياطي الصين من الغاز الصخري يبلغ نحو 1275 تريليون قدم مكعب، أي أكثر من ضعف الاحتياطي الأمريكي.إلا أن حجم الإنتاج التجاري الصيني من الغاز الصخري حتى الآن ما زال محدودا للغاية ويتقدم بخطى حثيثة، ففي الوقت الذي يصل فيه عدد الآبار الأمريكية التي يستخرج منها الغاز الصخري من خلال تكنولوجيا الفراكينج المولدة لذلك الغاز إلى أكثر من مائتي ألف بئر فإننا نجد أن عدد الآبار الصينية لم يتعدى ستون بئراً فقط وهي بالطبع أرقام لها دلالتها.ويعود السبب في تباطؤ الخطى في التوسع الصيني في استخراج الغاز الصخري من أراضيها إلى مجموعة من المعوقات والتحديات وفي مقدمتها عدم مرونة الهيكل الصناعي للبلاد، وإلى التحديات البيئية والجيولوجية في الصين، وإلى نقص المياه اللازمة لتشغيل الجزء الهيدروليكي المرتبط بتكنولوجيا الفراكينج "والتي تأمل الصين في فك شفرتها ونقلها لبلادها"، خاصة أن معظم المناطق الغنية بالغاز الصخري في الصين تتركز في المناطق الصحراوية والجبلية، فيما تقع آبار الغاز الصخري الأمريكية في مناطق السهول المنبسطة.... إلا أن العنصر الأهم من ذلك كله هو افتقار الصين إلى معرفة واكتشاف لغز تقنية وتكنولوجيا الفراكينج المولدة للغاز.ولكي تتمكن الصين من فك شفرة تقنية وتكنولوجيا الفراكينج عن كثب فقد لجأت إلى الاستثمار في بعض الشركات المستخدمة لهذه التكنولوجيا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استثمرت "وفقاً لوزارة الطاقة الأمريكية" أكثر من عشرة مليارات دولار في مشروعات مشتركة مع عدداً من الشركات الأمريكية متوسطة الحجم التي تعمل في هذا المجال والتي تكون في حاجة إلى شريك يؤمن لها حاجاتها التمويلية ويساعدها على مواجهة بعض المشاكل المالية كشركة بايونير انيرجى سرفيسيز وشركة شيزابيك انيرجى وشركة هونت أويل.مع مراعاة أن الصين لم تكن هي الدولة الوحيدة التي استثمرت وتستثمر في الغاز الصخري داخل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تؤكد بيانات وزارة الطاقة الأمريكية أن %25 من جملة الاستثمارات بقطاع النفط والغاز الصخري الأمريكي خلال السنوات الستة الماضية والبالغة نحو 168 مليار دولار قد جاءت من مستثمرين خارجيين.كما أكدت بيانات وزارة الطاقة الأمريكية على أن استثمارات الشركات اليابانية بالغاز الصخري الأمريكي قد بلغت نحو 8.3 مليار دولار، والشركات الفرنسية 7.2 مليار، و الشركات البريطانية 6.2 مليار دولار والهندية 5.5 مليار والنرويجية 5.3 مليار والكورية الجنوبية 2.4 مليار دولار.... وإن كان الهدف الرئيس لهذه الشركات هو توظيف فوائضها المالية بما يحقق لها أفضل وأعلى أرباح وعوائد نقدية ممكنه.إلا أن الهدف من الاستثمارات الصينية بشركات الغاز الصخري داخل أمريكا لم يكن هو تحقيق بعض الأرباح والمكاسب المالية أسوة بالشركات الأوروبية والأسيوية، وإنما كان الهدف الرئيس من عملية الاستثمار هو تعلم ومعرفة أسرار تكنولوجيا استخراج الغاز الصخري والمعروفة باسم الفراكينج، وفى الوقت نفسه ضمان وجود شريك متخصص خبير بشؤون استخراج الغاز الصخري حين يبدأون في التركيز على عمليات استخراج الغاز من أراضيهم بصورة تجارية واقتصادية. مع العلم بأن الصين تعتمد في الوقت الراهن على 4% فقط من إجمالي احتياجاتها من الطاقة على الغاز الطبيعي، وأن حكومتها تخطط وتطمح لمضاعفة هذه النسبة "أي إلى نحو 8%" اعتبارا من العام المقبل في 2015، مع مراعاة أن هيكل الاستهلاك الحالي للطاقة بالبلاد يعتمد على النفط بنحو %70 وعلى الفحم بنسبة 19% والطاقة الهيدروليكية 6% والغاز الطبيعي 4% وطاقتي الشمس والرياح بنسبة 1%.... وللموضوع بقية.