17 سبتمبر 2025
تسجيلأكثر من عامين وتعيش منطقتنا العربية الربيع العربى بكل مشتقاته من الحزن والأسى على ما تمر به انهيارات وخسائر بشرية ومادية أدت الى هذا الدمار الشامل وكانت نتيجته فادحة ومروعة على كافة الشعوب العربية لمجرد أنها طالبت أن تنحل من الانظمة الديكتاتورية وصاحب معها كل أنواع الظلم والاضطهاد الذى لحق بهم فى أن يعيشوا أو يطالبوا بحياة كريمة سواء كان على مستوى الدخل الفردى للشخص أو الصحة والتعليم وحالهم حال شعوب تنال هذه الحقوق، وحينما طفح الكيل للتخلص من كل أنواع الاستبداد الذى لحق بهم وبأجيال مضت وقادمة كانت هذه النتيجة اتباع سياسة القمع بكل معانيها، حتى ترضخ هذه الشعوب مرة أخرى أو القتل والسفك وانتهاك الحرمات وانعدام الأمن والأمان والترويع لشعوب عاشت فترات آمنة والضغط عليها الان حتى تستسلم مرة أخرى من اجل طبقة معينة تتبعها مصالح مشتركة من الداخل والخارج تتنعم بثروات هذه الشعوب على حساب الطبقات الكادحة فى المجتمع، وكأنه أصبح حقا مكتسبا للملوك والرؤساء وأصحاب النفوذ فاما أن ترضخ هذه الشعوب برضاها سواء رضت أم لم ترض تحت سقف الهوان والمذلة وصعوبة ومشاقات الحياة المعيشية مقابل الاستقرار الامنى، واما أن تتحمل نتيجة ما تندد به تحت سقف الديمقراطية ومتطلباتها والتى يدفع ثمنها كبار وشيوخ وشباب وأطفال ولن يتحقق ما يأملون في الوصول إليه وهى الكرامة وحياة كريمة ويعتبر حقا من حقوقهم الآدمية مثل شعوب مجاورة،ولكن طالت الظلمة عليهم وسط إعلام ملوث وأحزاب سياسية متعددة لم تفكر سوى فى مصالحها الخاصة وليس في مصالح الشعوب بشكل عام والوطن بشكل خاص نصب أعينهم. وهذا الظلم الطاغى على مستوى الدول ولو تطرقنا لأشكال من الظلم على مستوى الجهات الحكومية والهياكل الإدارية الديكتاتورية المستبدة التى اولتها الحكومة مصالح المواطن ووضعوها تحت مظلاتهم بصور مختلفة فى القرارات التعسفية والاستخدام السيئ للقانون لما يؤمن كراسيهم ومصالحهم فى المكان ومع جهات أخرى ولم يتبعوا فى إداراتهم سوى سياسة القمع والقانون وأصبحت لغة مكتسبة فى معاملاتهم حتى لايكون هناك مجال للنقاش من قبل من تحت ايديهم مقابل مصالحهم وضعف شخصياتهم وعقولهم الفارغة التى لاتنظر إلا الى مصالح الجهات والوطن بقدر ما تنظر الى تأمين أماكنهم وفى لحظة انفجر البعض وصمت الاخرون وقهر احدهم حتى يلتزم الصمت وتكاتفت مصالح البعض منهم وأموره على ما يرام، حتى تسير الحياة بكل مراحلها على هؤلاء ورغم ما تمر به المنطقة من تحولات فى شتى المجالات وكلها تدل على أنه ليس هناك من سيجلس على كرسيه وربما فترة قصيرة أو كبيرة نوعا ما ولكن مازالوا يعيشون داخل قصر التسلط والمركزية وكأنه لم تحدث حولهم من أحداث تقول أنه ليس هناك بقاء لاحد على الكرسى فترة طويلة ما دمت غير عادل ولكن لا حياة لمن لا ينادى لها، وما زالت فوبيا الكرسى تأخذ كل حيز تفكيرهم وانحلت معها العواطف والانسانية فى التفكير فى مصالح الآخريين والوطن على أنانيتهم الخاصة بهم وبمصالحهم المشتركة مع الاخرين. ولو تطرقنا لأشكال الظلم المتعددة داخل اسوار المحاكم فسنرى العجب فيها من انقلاب لموازين كلمة الحق الى باطل والباطل الى حق فى الكثير من القضايا الاجتماعية والادارية والاختلاسات الفردية وراح ضحيتها أفراد كثيرون الى هذا الطريق ونهايته اربعة جدران مغلقة تحمل فى مضمونها اهات ظلمة الليل فى انعدام اخلاقيات العديد من البشر باشكال مختلفة ونمط مختلف وكان واصبحت قضية الاداعاءات على الآخرين فى حقوقهم المكتسبة لهم أمرا طبيعيا فى مجتمعاتنا، وأمرا مفروغا منه والغالبية تعتاد القيام به وكأن لم يكن شيئا قام به مع الاخرين فى ارتكاب العديد من السلوكيات اللاخلاقية تجاه ذويهم، وأصبح فى الوقت الحاضر التحدث عن الظلم وتعدى الاخرين على الاخرين امر طبيعى ولا كانك تتحدث عن شيء غريب اكتسح مجتمعاتنا بصورة غير لائقة لم نكن نعتاد عليها فى الماضى ولكن الان الوضع شبه عادى والكل متعايش معه، ولو نظرنا الى نمط اخر من أشكال الظلم التى يتعرض لها العديد من الفئات التى ليست لديها أى خبرة فى الحياة ويمشون على سجيتهم مثل ما يقال عنهم وحينما يتعاملون فى امور يسعون فيها للخير أو يفتحون مشاريع لتحسين مستوى دخلهم وفجأة يجدون أنفسهم نتيجة الثقة الموكله منهم للاخرين داخل الأسوار بدون رحمة ولا شفقة وربما نتيجة وثمن الطيبة كانت هذه نهايتهم سنوات تنقضى من اعمارهم سترحل، وهناك من تعرضوا من هذه الفئات لحالات من النصب والاحتال وفجأة أصبحوا مطالبين من البنوك أو الاخرين بملايين نتيجة صفقات وهمية وحسن نوايا حسنة فى التعامل وهذه نماذج قليلة من نماذج الظلم الذى طال انتظاره فى واقعنا العربى الذى نمر به الان بدون التفكر ولا التدبر بان الحياة مهما طالت فلابد من الرحيل وسنكون واقفين فى كل صغيرة وكبيرة بين يدى الله عزوجل وسوف نسأل عن كل ذلك وخاصة حقوق البشر.