14 سبتمبر 2025

تسجيل

عصا نهش بها..

27 يوليو 2023

• المشاهد والصور الجميلة التي تعلق بأذهاننا نظل نذكر بعضها بصور وألوان باهتة.. ولقطات متقطعة.. وصورٌ كثيرة نذكرها بتفاصيلها.. من تلك مما نذكره من مشاهد من مدن سافرنا إليها، تكون للمساحات الخضراء الرائعة ذاكرة مريحة وحاضرة بأذهاننا، مثل البوسنة وأبها ومدن في تركيا وسويسرا وغيرها من مدن ودول.. المناخ والطبيعة الخلابة للعقول والأبصار. • مشاهد الجبال الشامخة والمروج الخضراء التي افترشت مساحات كبيرة منها، ومشاهد لمساحات خضراء على الجبال ارتدت البياض لصورة رائعة لقطيعِ الأغنام الجميلة التي تنتقل بتناغم وهدوء ونظام وسكون من مكان لآخر مع الراعي المتحرك بعصاه هنا وهناك.. تجده تارةً متوسطا القطيع وتارةً في مقدمتها وتارة خلفها يسير. • مهنة الرعي مهنة الأنبياء صلوات الله عليهم ورعيهم للأغنام .. «ما من نبيٍ وإلا كانت مهنته الرعي» .. مهنةٌ شرفها وتشرفت بالأنبياء صلوات الله عليهم.. وكذلك اشتغلت بها النساء.. بنتا سيدنا شعيب عندما كانتا تذودان أغنامهما عن التفرق أو عن الزحام خوفا من السقاة الأقوياء ومن الاختلاط بغنم الآخرين.. لأنَّ أباهما شيخٌ كبير. • مهنةٌ شرفها الأنبياء وتحقق ما تسعى إليه المعاهد والكليات لتعلم مهاراتها وفنونها من فنون تأمُّل وصبر وقيادة ومسؤولية وحسن تدبير وبصيرة وتقدير الامور والزمان.. التي قد يستهين بها البعض كمهنة شريفة كريمة. • رعي وصبر على رعي الأغنام والخروج بها في فترات معينة ومحدودة وطويلة للرعي والسقي.. قد يرعون ويسقون ويعودون.. وقد ينتظرون زمناً لترعى وتعود. وقد ينتظرون رزق السماء هطول الامطار لينمو العشب وتزدهر لترعى أغنامهم. • معهم .. فترة للرعي والتأمل .. والتفكر في ملكوت السماوات والأرض والجبال.. التأمل والتفكر للبعيد لرؤية ما لا تراه الأعين وتدركه الأبصار في فضاء لا أبراج ولا أنوار ولا ضوضاء ولا أشكال من البشر تخلق بوجودها توتراً وارتباكا وتنشر سلبيتها أينما كانت! ولا ضجيج أبواق وأصوات نشاز ولا عدسات الكاميرات وأضواء وفلاشات الهواتف الذكية ولا اقتحام للخصوصية. • تأمل لذلك القطيع المطيع المسالم الهادئ الوديع وهو يتحرك بسمع وطاعة.. تأمل في جمال خلق وملكوت الله عز وجل وأقداره وأحوال وظروف وأمور تدور حولنا ونعيشها في محيط البيئة القريبة والبيئة الأكبر لمجتمعنا ودولنا وعالمنا. • قد نجد وقتا للتأمل لأوضاع الأمة وأحوالها وآلامها وما تعيشه من جروح وانتكاسات وأوجاع وتدهور حال، تأمل لقيم بدت تفقد ومبادئ سهل ضياعها ودون فقد وبحث عنها، تأمل لأوضاع وتناقضات وغياب الحقيقة من كثير من المواقف. • تأمل لتلك الأغنام وتذكر أحوالنا وتحولها في أوقات كثيرة لحال كحال ذلك القطيع ينفذ بسمع وطاعة ما عليه.. بل ينتظر لحظات أيامه وأيام نحره بهدوء وسكون دون مظاهرات ولا احتجاجات ولا استنكار ودون قدرة على الهروب. • رعي وصبر وقيادة لجموع لا تدرك ولا تفهم ولا تعرف ما تخفيه بها ساعات قادمة بتثاقل إليها.. تنفذ بسمع وطاعة لقيادة راع بضمير يتحرك مع أعداد تجري هنا وهناك.. يحاول جمعها واحتواءها وحصرها بحب وصبر وحرص لتكون في مكان ومساحات لا تحيد عنها ولا تضيع ولا تتفرق ولا تزاحم ولا تتعدى على مرعى قطيع آخر. .. قيادة ومسؤولية وصبر.. بعصا يتحرك ويقود ويرعى بها وله فيها مآرب أخرى. • آخر جرة قلم: رعي الأغنام المسالمة الهادئة المطيعة مهنة تسمح لراعيها التحرك معها ويكون وقتا في وسطها وقد يعقد حواراً من طرف واحد معها!. .. يتحرك بعصاة يحملها يبحث خلالها عن زمن التأمل عند جذع شجرة يستظل تحتها .. يرسم بالعصاة حروفا ورسوما وخطوطا وشخصيات على رمال الصحراء.. يبتسم معها .. ويتأمل لحروف، أن يجد زمنا للتأمل والصبر والقيادة والتفكر والتدبر .. بالعصاة ليهش بها الأشجار تارة لتتساقط أوراقها لترعى الأغنام عليها .. وتأمل أن يكون هناك من يهش بها على بعض العقول تارة أخرى .. لنسقط ما علق بها من أفكار وتناقضات وسلبيات في زمن ساد فيه الذهول لمفاهيم مغلوطة ومقلوبة في زمن ضاع فيه معنى التأمل في العقول .. وفقد الصبر في الصدور .. وترك فيه الحبل على الغارب .. لتضيع معه روح القيادة والمسؤولية ويسود في النقيض في زمن غاب فيه الراعي عن مسؤوليته !