11 سبتمبر 2025

تسجيل

ثورات وثروات

27 يوليو 2023

هل سوف نشهد ثورات جديدة عربية؟! لا أعلم ما الذي جعلني أفكر بهذا بالأمس وحتى قبيل موعد إيوائي للفراش ليلا على غير عادة من يجب أن يذهب للنوم وهو مستكين الفكر والنفس فإذا بي أنا أفكر بالثورات العربية ! فالرؤية العامة للأوضاع العربية في بعض الدول الناطقة بالضاد تقول إن لا شك أن هناك تغيرات قادمة متى وكيف فالله وحده من يعلم لكننا نرى سرعة الإيقاعات السياسية وثقل الأوضاع الاقتصادية التي تعصف بهذه الدول. كلها مؤشرات قد تستبق انتفاضة شعبية هنا وهناك ولعل هذه هي الأسباب ما يمكنها فعلا أن تجعل شعبا يعاني من الغلاء الذي يرتفع ولا يثبت وقلة الحيلة وقصر اليد وحاجة الأفواه الجائعة التي تريد أن تأكل وتلبس وتعيش وتستمتع بأقل مقومات الحياة التي تدخل ضمن حقوقها الأساسية وليست الثانوية يثور غضبا وهي في الأساس (خاربة خاربة) ولكنه على الأقل يمكن أن يفضفض عن مكنونات قلبه المثقل ولا أريد حقيقة أن أُسمّي دولا بعينها لأن المتتبع للأخبار وما تتناوله حسابات كبار المغردين الموثوقة سوف يعرف الدول وبأسمائها وقد يعددها كما يشرب الماء العذب السلسبيل فعجز هذه الحكومات والقيادات عن استيفاء مسؤولية أن تحكم بلدا وشعبا وتحافظ على مقدرات وثروات البلد لا يمكن أن يؤدي في النهاية سوى إلى جر الخراب عليها وعلى البلاد والعباد معا ومع هذا تبدو متمسكة جدا بكراسيها ومناصبها وتكابر في أنها لا تليق بالسلطة ولا تفتح مجالا للشعب لأن يختار من يمثله ويستوفي احتياجاته كاملة من خلال انتخابات حرة وصناديق انتخابات عادلة لا تصل نسبة الفوز فيها إلى 99.9 % أو أقل قليلا كما جرت عادة الانتخابات الرئاسية العربية التي يغلبها العته والزيف للأسف. سألت هذا السؤال الذي ابتدرت به مقالي وبدأت به وأنا غارقة في تتبع أحوال بعض الدول العربية، حيث إنني متابعة حثيثة لمنصة تويتر ولو كان لي هوس بالفيسبوك لرأيت فيه ما يشيب له رأسي ولكني مكتفية حاليا بتويتر الذي يبدو هو الآخر محملا بمتاعب الناس والشعوب وأتوقع فعلا أن وضع الشكوى لن يستمر إذا ما استمرت إخفاقات هذه الحكومات عن استيفاء متطلبات واحتياجات شعوبها وتركيزها على تثبيت نفسها واختلال أوضاع الشعوب التي رأت أنها قد أساءت اختيار هذه القيادات الفاشلة وتلك الحكومات السلبية التي يسعى كل وزير وبرلماني فيها إلى إنماء مصالحه ومصالح المقربين منه بينما مصالح الشعب التي أقسم على استيفائها كاملة فهي كغبار نثرته الريح إلى غير عودة مأمولة ولذا لا عجب إن تفجرت ثورة وربما ثورات وعدنا لمربع الثورات الذي لم نسلم منه حتى الآن في منطقتنا العربية التي تنوء بحمل فواتيرها الغالية التي لم تسدد بعد فكيف لنا أن نتحمل فواتير تبدو باهظة أكثر من سابقاتها؟! فليس على أحدنا أن ينكر أن ما يسمى بـ (الربيع العربي) قد بات خريفا قاحلا تساقطت أوراقه ولم تزهر أخرى جديدة وكل دولة رقصت على ثوراتها عادت لتكتوي من جانبها المحرق الذي لم تحسب له حسابا فهل ينفع التغني اليوم آه يا ليل؟! كلي أمل ودعاء إلى الله عز وجل أن تحتمي هذه الأمة لما فيه منافع البلاد والعباد معا وأن يجمع كلمتها إلى ما يحبه ويرضاه وأن تصبح منطقة آمنة خالية من الهموم والمتاعب وهذا دعاء الملايين ممن يشاركونني إياه بصدق لأننا في النهاية لا نرجو أن يكون الضحية منا مواطنا عربيا مقهورا لم يلق لقمة أولاده ولا راحتهم فأذلته الحاجة وكسره قصور يده فخرج باكيا شاكيا داعيا لأن يُبتر الجزء المسموم من البلاد ليعيش الجسد متعافيا!