11 سبتمبر 2025
تسجيلرغم أنني وكثيراً من الكتّاب والمغردين والمؤثرين في السناب شات تحدثوا في هذا الموضوع مرارا وتكرارا وأشاروا له تلميحا وتصريحا إلا أنه للأسف لا يزال منتشرا بظاهره السلبي الذي يمكن أن يعطي انطباعا غير طيب لكثير من العائلات في علاقتهم التي من المفترض أن تتسم بالإنسانية مع العمالة المنزلية لهم فبالأمس وأثناء تواجدي مع أبناء أخي الصغار لتناول وجبة العشاء التي بلا شك كانت في أحد مطاعم الوجبات السريعة والمفضلة لدى الأطفال للأسف دخل أب برفقة صغاره المطعم ولم تمر سوى ربع ساعة حتى فوجئنا بصوت الأم التي كانت قادمة من الخارج يعلو على إحدى النساء التي سبقتها في دخول المطعم وتصرخ عليها (إنتي شدخلج في خدامتي ؟! بأي حق تعطينها أكل ؟ خدامتي ولا خدامتج؟!) ورغم كل اسئلتها المتلاحقة هذه فإنها لم تعط فرصة لهذه المرأة للتوضيح والشرح التي لم تجد بُدّا من مغادرة المطعم مسرعة لتلحق بها ابنتها بينما ظلت عشرات علامات الاستفهام معلقة على رؤوس الحاضرين في مناسبة هذه الزوبعة التي سببتها هذه الأم منذ الثواني الأولى لدخولها والتي أيضا لم تكتف حينها بإغلاق الموضوع بل بقيت تشرح لزوجها ما فعلته تلك المرأة حينما باغتتها وهي تقدم وجبة طعام لعاملتهم المنزلية التي رأتها جالسة بالخارج وأنها أجبرتها على أخذ الطعام رغم أن العاملة رفضت أخذه في البداية وحين انفجرت بها سارعت المرأة لدخول المطعم حيث كانت ابنتها تنتظرها فيه ولحقتها لإكمال (الهوشة) ناهيكم عن الأوصاف المقرفة التي أطلقتها هذه الأم التي من المفترض أن تكون (مدرسة) في الأخلاق والقدوة الحسنة على تلك المرأة التي كانت جريمتها لا تغتفر في نظر هذه المخلوقة وأنا هنا أسأل لم تلك المعاملة الطبقية التي تتعامل بها بعض العائلات تجاه العمالة المنزلية لديها ؟! لم على هذه العاملة المنزلية المسكينة أن تنتظر خارج المطعم ريثما ينهي أفراد العائلة وجبتهم ثم يخرجوا ويلتقطونها من باب المطعم كأي فرد مهمل منها ؟! لم هذا الأسلوب البعيد تماما عن أي معنى للإنسانية في هذا التصرف غير الأخلاقي في إحضار العاملة ومرافقة العائلة في مشاويرهم ثم إذا دخلوا أحد المطاعم تركوها خارجا أو في طاولة مستقلة دون احتسابها ضمن المائدة ؟! وبعيدا عن ترهات الأعذار غير المقبولة في أن العاملة لا تريد الدخول أو ترفض الطعام وما إلى تلك التبريرات التي لا تقنع أحدا فإن هذه الظاهرة للأسف لم تلغ بعد من حياة بعض الأُسر التي لا تزال ترى العاملات لديهن بنظرة فوقية وتعال لا مبرر له رغم أنها لا تستطيع ولا ثانية في حياة أفرادها أن تلغي حاجتها الماسة لمثل هؤلاء العاملات في بيوتها أو الاستغناء عنهن ولو يوما واحدا فتواضعوا قليلا وضعوا لأنفسكم حدا في التعامل بطبقية على هؤلاء المساكين الذين لا يختلف عملهم عن أي وظيفة يعمل بها رب العائلة وأبناؤه وزوجته وأي إنسان في هذا البلد على اختلاف العمل واختلاف المنصب وهذا لا يعطي مبررا لأي أحد أن يضع نفسه فوقهم لمجرد أنه الكفيل أو رب العمل فالرازق هو الله والمعطي هو الله وفي المقابل نجد عوائل تشاركهم العاملات موائدها في المطاعم ويكون لها نصيبها من الطعام ومكان رئيسي على المائدة وهذه هي الإنسانية التي تفتقر لها مثل هذه الأم وهذه العائلة التي لولا ظلمها وافتقارها لإنسانية التعامل وحق العشرة ما كانت (خادمتهم) عرضة لشفقة الآخرين وعطفهم وإحسانهم لها بالطعام والإنسانية وتأكدوا بأن إحسانكم يعود لكم أضعافا وإجحافكم يعود عليكم أضعافا والله . [email protected] @ebtesam777