27 أكتوبر 2025

تسجيل

تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم

27 يوليو 2017

تسود حالة من الترقب في الأوساط الخليجية والدولية حول مصير الأزمة القائمة بين قطر والدول الخليجية الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) بعد فرض شروط واهية على قطر لرفع الحصار المفروض وعودتها إلى المنظومة الخليجية وهي شروط لم تتقبلها قطر ولا حتى المجتمع الدولي لعدم منطقيتها، وأجمعت الدول الأوروبية وغيرها من دول العالم بالإضافة إلى المنظمات والمؤسسات الدولية على الدعوة للحوار وتفادي التصعيد وحل الخلافات بالتفاهم ودعم الوساطة الكويتية في هذا الاتجاه. لقد أحدث خطاب سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الجمعة الماضية ربكة في أوساط أصحاب القرار بدول الحصار خاصة في دعوة سموه إلى الحوار دون المساس بسيادة الدول والتي لاقت تأييدا من المجتمع الدولي وتشجيع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، دعا جميع الأطراف إلى الدخول في حوار لرفع الحصار المفروض على دولة قطر، والسعي للتوصل إلى حلول توافقية بشأن الأزمة ، بالإضافة إلى ما لاقته وساطة سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد من دعم مطلق من المجتمع الدولي لما تحمله من بوادر إيجابية لجميع الجهود الرامية للتوصل لتسوية سريعة للخلافات بين قطر والدول المحاصرة . الدبلوماسية القطرية كانت بالمرصاد لأي إشارات تدعم دعوة سمو الأمير المفدى للحوار حتى أضحت دول الحصار محاصرة بهذه الدعوة الكريمة والراقية في العرف الدولي، وتماشيا مع مسار الأزمة تحركت الدبلوماسية بقيادة الربان الرائع للسياسة القطرية سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بتحركات مكوكية بدأها منذ انطلاقة الأزمة وكثفها في الآونة الأخيرة سواء بالظهور علنا أو بعيدا عن عدسات الكاميرات قدم خلالها شرحا لموقف بلاده من التطورات التي أخذت منحى تصعيديا كبيرا في إعلام المحاصرين ومن تبعهم، وكان ديدن هذا التحرك فرض الخيار الاستراتيجي وهو الحوار ودعم الوساطة الكويتية التي تلخص مساعي جميع الدول في التهدئة وبدء حوار بناء وفق أسس واضحة ومتفق عليها . ليس لدول الحصار الآن منطق سوى نعت كل من لا يتفق معهم بصفة الإرهاب وهم ليسوا في موقع يؤهلهم لرشق الاتهامات، مما أثار المجتمع الدولي بأسره لإحجام دول الحصار عن تقديم أي أدلة على اتهام قطر ما ليس ثابتا عليها وهم على علم تام أن قطر رائدة في مكافحة الإرهاب سياسيا وعسكريا ولعبت دورا مهما في نزع فتيل العديد من النزاعات وإعادة إعمار دول. سارت دولة قطر بخطى ثابتة منذ بداية الأزمة ولم تهتز من فرقعات الإعلام الأجوف الذي حاولت دول الحصار استخدامه لحجب حقيقة فعلتهم الشنيعة، ووقف المجتمع القطري بثبات في مواجهة الوضع الراهن وبدت الدوحة طبيعية وتسير بهدوء تام والحياة الاقتصادية تحت السيطرة بفضل البضائع التي امتلأت بها أسواق الدوحة من كل الدول الصديقة والشقيقة بكل سهولة ويسر لتغطي أي نقص حاول المتآمرون فرضه، لقد بهرنا العالم بتماسك جبهتنا الداخلية وتلاحمنا العفوي مع قيادتنا الرشيدة . لم تتعامل قطر بالمثل ولم تطرد مواطني الدول المحاصرة من أراضيها، واعتمدت على القوانين والمواثيق التي تنظم علاقات قطر وهذه الدول المحاصرة .. والسؤال الملح: إلى أين تسير هذه الأزمة ؟ هل أرهبت قطر بردها المحترم على مطالب دول الحصار غير المقبولة على كل المستويات. هل نتوقع بوادر حسن نية من الدول المحاصرة قريبا لمواجه المجتمع الدولي الداعم للحوار وفق الرؤية القطرية .. نتمنى ذلك وسلامتكم