26 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); (1) من الواضح أن الأيام القادمة ستشهد تزايد حملات التشوية والكراهية ضد العرب والمسلمين سواء في أمريكا أو في الدول الأوروبية عموما.أمتنا اليوم تتعرض لحملات تحريض وتشويه وكراهية وشيطنة، تدار باحترافية وتضخّ فيها المليارات، يسخّر لها ليس الإعلام الغربي وشياطينه فقط، ولكن قنوات وصحف وإعلاميين ناطقين بلغة الضاد، وهم لأهلها ولعشيرتها محاربون، من حيث يشعرون أو لا يشعرون!من يديرون تلك الحملات ليسوا فرقا إعلامية أو شركات علاقات عامة فحسب؛ ولكنها مخابرات دول، مارست الإرهاب ضد دولنا العربية والإسلامية بكل صوره المادية والمعنوية والإعلامية والاقتصادية والحقوقية، ولا يزالون مجتمعين!اليوم هم وبكل بجاحة، رموا دولنا بداء الإرهاب الذي صنعوه في دولنا، وانسلوا منه ظانين أننا نسينا الإرهاب الأمريكي الحديث في «غوانتناموا» و«أبوغريب»، فضلا عن تاريخ أسود قديم لا يمكن أن يُمحى.ظنوا أننا نسينا جرائم بريطانيا في تقسيم وسرقة دولنا، وجريمتها الكبرى في سرقة فلسطين!ظنوا أننا نسينا الإرهاب الفرنسي في الجزائر وموريتانيا ومصر وغيرها من ديارنا.ليسوا هم فحسب، فالإرهاب الإيراني المحمي منهم قد دنّس وآذى بلاد المسلمين منذ انطلقت ثورتهم الطائفية في نهاية السبعينيات حتى يومنا هذا.حتى الحرمين الشريفين الطاهرين لم يسلما منهم. وها نحن اليوم نرى جرائمهم في العراق وسوريا واليمن والبحرين والقائمة تطول.(2)أمام ذلك الإرهاب الذي يدار باحترافية عالية لشيطنة الإسلام والمسلمين، وتشويه صورة العرب، خرج علينا نموذج دبلوماسي رائع، استطاع أن يلقمهم حجرا إثر حجر، ولا عجب أن حاولوا اغتياله قبل سنوات، لأنهم كانوا يعلمون أنه النموذج القادر على فضحهم وتعريتهم.إنه وزير الخارجية السعودي الدكتور عادل الجبير.منذ أن تقلّد المنصب في أبريل 2015، دخل الدكتور الجبير في معارك إعلامية ودبلوماسية شرسة.أولها حول داعش والثانية حول الاتهامات الإيرانية للملكة العربية السعودية بالإرهاب. تخيلوا إيران تتهم المملكة بدعم وتفريخ الإرهاب!في كلا المعركتين كان الخصوم إما إعلاميين أو دبلوماسيين مخضرمين.النتيجة كانت النصر بالعلامة الكاملة، وإلحاق الهزيمة والفضيحة بالطرف الآخر.في أمريكا وفي ألمانيا، اتهموا الإسلام بالإرهاب بسبب داعش، وفي بروكسل اتهموا المملكة بدعم الإرهاب بسبب حوادث متفرقة.الردود لم تكن عاطفية، ولم تكن دبلوماسية.الردود كانت مفحمة، معلومات وأرقام تفند كل التهم.قال لهم إن هناك مجموعات من ديانات أخرى ترتكب الفظائع باسم الدين، ولا أحد يقوم بربط أفعالهم بدياناتهم، كما هو حال تنظيمات في إفريقيا تعتمد الصليب رمزا لها، وتقوم بفظائع باسم المسيح، متسائلا: «هل يمكن أن نقول إن هذه المنظمة منظمة مسيحية؟»فتّت التهم الإيرانية في بروكسل، وأعاد تشكيل المشهد مرة أخرى، بهدوء وثبات وإتقان ولغة تفوّق بها حتى على الأمريكيين.رد على القنصل الإيراني المتعجرف ذي اللغة الإنجليزية الركيكة: تاريخ بلادكم حافل بممارسة الإرهاب وانتهاك القانون الدولي. تهرّبون الأسلحة إلى عملائكم لتنفيذ عمليات إرهابية في السعودية والبحرين والكويت. تحالفتم مع القاعدة وقمتم بتفجيرات الخبر والرياض!نموذج الجبير من النماذج التي يجب أن تُستنسخ لتتواجد هناك في الغرب بكثرة، تفكر بمنطقهم، وترد على اتهاماتهم الباطلة بحجج تحيل مكرهم وكذبهم هباء منثورا.(3)وتيرة العداء والتحريض ستزداد بقوة، وها هي مؤشرات صعود ترامب إلى سدة الرئاسة ترتفع يوما إثر يوم.دولنا بحاجة إلى نماذج إعلامية ودبلوماسية تُصنع في الغرب، تتشبع علما ومعرفة بالتاريخ قبل الحاضر، وتعرف كيف يفكرون، بل كيف يُهزمون بأسلحتهم التي دائما يرفعونها في وجوهنا.من دون ذلك سنظل نعاني، لأن القادم من المعارك أسوأ مما فات، ولن نستطيع مواجهة حرب الكراهية والتحريض إلا بجيش إعلامي ودبلوماسي يعرف كيف تُدار اللعبة، ومن أين تؤكل الكتف.