15 سبتمبر 2025

تسجيل

الصناعية تشكو إهمالا ً

27 يوليو 2015

المناطق الصناعية في العالم كله هي عظم الاقتصاد وهي أم التجارة وشريان الحياة وقلبها النابض "سحت وتهت" لأكثر من أربع ساعات بالتمام والكمال ضاعت مني البوصلة بين حفرة لسيارة هالكة أو بقايا خردة، لم تكن جولتي اختيارية بل إجبارية وكأني في مغارة بحثاً عن ضالتي التي هي مؤسسة معروفة اسما لكنها مجهولة وسط تلك المتاهة التي لا يوجد ما يميز شوارعها بعضها عن بعض بحسب نوع الصنعة، ولا يوجد على جنبات شوارعها أنها مختصة بصناعات تتشابه أو تتفق في منتج أو خدمات معينة وترقيم الشوارع يحتاج لمن يفك طلاسمه ويجد أين موقعه. لاستلام طرد صغير في حجمه مهم في جوفه تهت فيما يعرف "بالمنطقة الصناعية" وفشلت كل جهودي للوصول لمبتغاي، فهل الصناعية صنعت فقط لساكنيها والعاملين بها؟ إن النهضة العمرانية بالبلاد تنطلق بوتيرة سريعة وبإنجازات مبتكرة تعتمد أنظمة التقنية الذكية المتوافقة وأنظمة الأمن والسلامة، فالطرق الواسعة المعبدة ليس فقط لانسياب حركة المرور في الظروف الاعتيادية بل هي "أمن وسلام" بالمعنى الأدق والأكثر شمولية بما يعني إنقاذ المرضى والمصابين وتحاشي الحرائق والانفلاتات وغيره الكثير. "الصناعية" لا أدعي أنني متابعة لصيقة لكل تفاصيل تطورات البنية التحتية بها وتوفير مدخلات الإنتاج وتشجيع وجذب الاستثمارات لتوطين الاحتياجات المرتبطة بضرورات العمل، ولكن ما رأيته في تلك الجولة الإجبارية كشف لي أنها تشكو الإهمال وتكدس المخلفات وتحتاج لوقفة لتتسارع خطوات تطوير الصناعية بتعبيد الطرق الداخلية وردم الحفر وإزالة المخلفات والسيارات والجرارات الكبيرة الهالكة وإعادة كتابة ترقيم الشوارع وتوحيد لوحاتها والتشجير وإدخال بعض الجماليات التي تمتص الضغوط وتجمل ساعات العمل المرهقة في الورش والمخازن والآليات التي تدور.. إلخ. من المهم جدا حض الشركات والمؤسسات التي تقع مقارها الأساسية بالمنطقة الصناعية لتتحمل مسؤولياتها الاجتماعية بالمساهمة في خطط التطوير وتجميل المنطقة بالمسطحات الخضراء والتشجير لإطفاء لمسات جمالية خاصة وأن ساكنيها شريحة مهمة من المجتمع وتسهيلا لانسياب العمل وتيسيرا للمتعاملين لقضاء حوائجهم الآنية والمرتبطة بشريان الاقتصاد ولفتح شهية المستثمرين والراغبين في الدخول لجوف الصناعية هذا المجال الحيوي والهام عماد الاقتصاد وشريانه النابض. همسة: في إطار المسؤولية الاجتماعية لابد من عقد شراكات مع المبدعين لرسم بصماتهم الملونة وأفكارهم الابتكارية لمحو الآثار الجافة عن المنطقة الصناعية.