27 أكتوبر 2025
تسجيلتمكنا بفضل الله عز وجل وبجهود الجهات المعنية سواء وزارة الداخلية او وسائل الإعلام والجمعيات الخيرية وجمعيات المجتمع المدني من التعاون المشترك لدحر ظاهرة التسول "الطرارة" والقضاء عليها من مجتمعنا، حيث ادى تكاتف هذه الجهود لزوالها والاختفاء التدريجي لكل ملامحها المزرية، ولا شك ان ظاهرة "الطراره" تعد من أسوأ الظواهر التي يمكن أن يعاني منها أي مجتمع على الإطلاق، خصوصًا المجتمعات التي تعيش في مستوى اقتصادي عال مثل المجتمع الخليجي بشكل عام والمجتمع القطري بشكل خاص، مما يعني أن ظاهرة التسول ما هي إلا امتهان لمهنة تُدر المزيد من المال دون جهد أو تعب وهي في الأغلب مهنة وافدة لا علاقة للمواطنين او المقيمين بها. ومع اختفاء هذه الظاهرة تقريبا مطلوب الآن نشر تقرير ودراسة مفصلة عن الاجراءات التي ادت الى اختفاء ظاهرة التسول "الطرارة" أمام المساجد والجوامع بمختلف مناطق الدولة خلال شهر رمضان على وجه التحديد، كي يكون المجتمع على بينة بالاجراءات الحاسمة التي اتبعت لاجتثاث هذه الظاهرة السيئة امام المساجد والاسواق التجارية واستغلال شهر رمضان الكريم لتنفيذ ألاعيبهم، وكان لافتا للنظر فعلا خلال رمضان الذي ودعناه منذ ايام اختفاء هذه الظاهرة تماما من كافة مرافق البلاد، وهذا ما يدعونا الى الرغبة بالكشف عن أية شكاوى أو بلاغات من مساجد وجوامع في كافة ضواحي العاصمة وان كان قد تم القبض على متسولين مارقين ضبطوا متلبسين بالطرارة. ظاهرة التسول كانت تكثر غالبا في رمضان، ويقوم من خلالها ضعاف النفوس بامتهان التسول خلال الشهر الفضيل مستغلين تفضيل الكثير من أفراد المجتمع توزيع صدقاتهم وزكواتهم فيه، وهي ظاهرة سيئة ابتلي بها المسلمون في المجتمعات الاسلامية، وكانت تترك لهؤلاء المتسولين الفرصة حتى غدت ظاهرة مزعجة اهتمت الاجهزة الامنية لدينا بمتابعتها ومكافحتها، واستمرت تلك الجهود في ابعاد "الطراروة" والقضاء على ظاهرة التسول من خلال اتخاذ عدد من الاجراءات الاحترازية والتنسيق مع الهيئات الخيرية لجمع التبرعات، حتى زوالها من الوجود. سجلت في الماضي القريب حوادث غريبة لاساليب هؤلاء المتسولين التي كانت تدل على حرفنة وبراعة في التسول وهي كثيرة، ونشرت اخبار مزعجة عن اولئك المدعين التسول، ففي عدد من دول المنطقة نشرت وسائل الاعلام حالات غريبة على سبيل المثال ضبطت الاجهزة الامنية في دولة جارة متسولين وبحوزتهم عشرات الآلاف من العملة النقدية، من بينهم امرأة تملك سيارة فاخرة تخفيها وراء مسجد كانت تتسوّل أمامه، ورجل عثر معه على 70 ألف ريال، وضبط امرأة مسنة مبتورة أحد الأطراف مع زوجها المسن الذي يعاني إعاقة مماثلة، وعثر بحوزتهما على أكثر من 60 ألف ريال، وضبط آسيوي أبكم يتسول وبحوزته 70 ألف ريال وهي حصيلة الفترة التي تسول فيها، وذكرت احصائيات ان فرق المكافحة لديهم ضبطت 4316 متسولاً خلال السنوات الخمس الماضية، وفي الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري. هناك أساليب جديدة ايضا للتسول منها استغلال نساء جميلات للطرق على المنازل والتجول في مناطق التجمعات، واستهداف الرجال للحصول منهم على مبالغ كبيرة بطرق مغرية، فضلاً عن ادعاء بعض المتسولين جمع تبرعات لأشخاص وجهات في دول عربية مضطربة سياسياً وأمنياً. لقد اصبح لدى المجتمع وعي كبير بهذه الاساليب، وشعر كثير من الناس بخطورة هذه الظاهرة، والمريح ان هناك تعاونا ملموسا مع الجهات الامنية والجهات المعنية الاخرى للإبلاغ عن بقايا متسولين ما زالوا مختفين عن العيون الساهرة على امن الوطن. ونحن لهم بالمرصاد، وسلامتكم..