11 سبتمبر 2025

تسجيل

القرآن سفينة نجاتك

27 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن الله تبارك وتعالى من رحمته وكرمه وفضله أن جعل في قلوب عباده قوة تفوق قوة الجبال الرواسي تحمل كتاب الله تعالى بما فيه من أحكام وأوامر وزواجر فتتدبرها وتعيها وتعمل بها، قال تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) إن من أوجب واجبات المسلم نحو كتاب الله عز وجل أن يؤمن أنه سفينة النجاة التي أخرجت الأمة من طوفان الجاهلية، قال تعالى: (الر. كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) هذه السفينة تمخر — في هذا العصر — عباب بحر متلاطم الأمواج شديد العواصف، وقد تراخت — للأسف — قبضة ركابها عن مجاديفها وحبال أشرعتها، فكادت تقذف بهم في لجج من البحار، فليؤمن المسلم أنه لامنجى ولا نجاة من الغرق إلا إذا تشبث بهذه السفينة وقاوم العواصف والأمواج، فتعامل مع كتاب الله تلاوة وتدبرا وتطبيقا، إن بركة القرآن الكريم في تدبره والعمل به، فالصحابة رضوان الله عليهم وقد نزل فيهم القرآن ما كانوا يتجاوزون عشر آيات حتى يفهموا معناها ويعملوا بها، وهنا قد يسأل سائل، هل لمن يقرأ ولا يفهم المعنى أجر؟، سئل الإمام الشوكاني عليه رحمة الله تعالى عن النساء والعوام الذين يقرأون القرآن لا يعرفون حلاله ولا حرامه ولا معانيه، هل لهم من أجر على مجرد القراءة؟، فقال: " الأجر على التلاوة ثابت، لكنه إذا كان بتدبر معانيه فأجره مضاعف، وأما أجر التلاوة فلا شك في حصوله، والله لا يضيع أجر عامل منهم" والحقيقة أن الناس مراتب أمام كتاب الله تعالى، فالذين تؤهلهم ثقافتهم للتدبر لابد أن يتدبروا ويفهموا، فإن فهم المعاني هو ثمرة القراءة، قال صاحب فتح البيان في مقاصد القرآن:" اعلم أن الأحاديث الصحيحة في فضائل القرآن كثيرة، ولا يتم لصاحب القرآن ما يطلبه من الأجر الموعود به في هذه الأحاديث الصحيحة حتى يفهم معانيه فإن ذلك هو الثمرة من قراءته " وقال الإمام القرطبي:" أنه ينبغي لقارئ القرآن وحامله أن يفهم عن الله مراده، وما فرض عليه، فما أقبح بحامل القرآن أن يتلو فرائض الله وأحكامه عن ظهر قلب وهو لا يفهم ما يتلو، قال: فمن كان هذا حاله فهو كالحمار يحمل أسفارا " وقال إياس بن معاوية — رحمه الله — " مثل الذين يقرأون القرآن ولا يفهمون معانيه، أي لا يعلمون تفسيره، كمثل قوم جاءهم كتاب من مليكهم ليلا وليس عندهم مصباح، فأصابهم خوف لا يدرون ما في الكتاب، ومثل الذي يؤتى التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرأوا ما في الكتاب "!!إن العالم كله — في هذه الحقبة من التاريخ — يعيش في ظلام دامس يأكل بعضه بعضا، القوي يذبح الضعيف، يأكل خيراته، وينتهك أعراضه والمسلمون يذبحون ذبح الشاه في كثير من بلاد الإسلام، وهم بعيدون عن كتاب الله يقلبون أكفهم تحسرا، لا يملكون غير البكاء!!، وبين ظهرانيهم القرآن ولكنهم:كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ ** والماء فوق ظهورها محمولاللهم رد أمتنا إلى كتابك ردا حميدا.