15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يحدثنا التاريخ أن فتاة مسلمة داهم قريتها أعداء الإسلام في أطراف الدولة الإسلامية في عهد المعتصم، أسروها فصرخت تستغيث، أتدرون بمن استغاثت؟ لم تستغث بأبيها فتقول واأبتاه، ولا بأخيها فتقول واأخياه ولا بزوجها فتقول وازوجاه، وإنما استغاثت بإسلامها فقالت: واإسلاماه00 بخليفة المؤمنين، وامعتصماه!! ثم ماذا؟ قيل إنه لما بلغ المعتصم أمرها، طأطأ رأسه وبكى حتى بل لحيته، فلما رفع رأسه كان قد أعد جيشا جرارا وعين قائده لإنقاذ هذه المستغيثة وأمثالها00 كم من فتاة الآن تستغيث ولا من مجيب، واإسلاماه، لا نريد أن نتجاوز الأحداث التي تعيشها أمتنا في هذه الحقبة من التاريخ، ولكن نرى أنه لا يصلح لهذه الأمة إلا ما صلح به أولها، كتاب الله تعالى، فكيف نقرأه؟ المسلم مأمور إذا أراد أن يقرأ القرآن، أن يستعذ بالله من الشيطان الرجيم فيقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) امتثالا لأمر الله تعالى (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) النحل (98)000وعلى القارئ، أولا: أن يستحضر معنى الاستعاذة من الشيطان، فما معناها؟ يقول المفسرون إن معنى (أعوذ) أي التجئ إليك رب وألوذ بجنابك من كل ذي شر حقير جنيا كان أو إنسيا00 فالعياذ لدفع الشر أيا كان، وعكسه (اللياذ) وهو لجلب الخير، وقد جمعهما المتنبي في قوله:(يا من ألوذ به فيما أأمله *** ومن أعوذ به من ما أحاذره)فحين تستعذ بالله من الشيطان الرجيم فإنك تطلب من الله تعالى أن يبعد عنك هذا العدو فلا يضرك في دينك ولا في دنياك ولا أن يوسوس لك بسوء أو يصدك عن فعل خير، ثانيا: أما الشيطان فهو كل متمرد من الجن، وأصله من شطن بمعنى بعد إذ هو بعيد بطبعه عن الخير، والشيطان ليس مقصورا على شيطان الجن بل هناك شيطان الإنس (شياطين الجن والإنس يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا)، وقد يكون شيطان الإنس أشد على الإنسان من شيطان الجن فهذا الذي يحدث في عالمنا من ظلم وقتل وهتك أعراض ونهب أموال وإذلال الإنسان الذي كرمه الله تعالى إنما هو من فعل شياطين الإنس، اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم، ونجعلك في نحورهم 0ثالثا: أما معنى الرجيم أي المرجوم المحقور، وأصل الرجم الرمي بالحجارة، وقد رجموا قبر أبي رغال الثقفي، الذي اتخذه أصحاب الفيل دليلا يدلهم الطريق إلى مكة المكرمة لهدم الكعبة المشرفة، احتقر العرب فعلته الشنعاء فجعلوا كلما مروا بقبره رموه بالحجارة تحقيرا له، قال جرير يهجو الفرزدق:(إذا مات الفرزدق فارجموه *** كما ترمون قبر أبي رغال)