14 سبتمبر 2025
تسجيل◄ اشتهر على ألسنة الناس قوله صلى الله عليه وسلم (الجزاء من جنس العمل) فهل هذا حديث صحيح أو لا؟► الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد..أولا: لم يثبت نص "الجزاء من جنس العمل" حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما اطلعت عليه من دوواين الحديث الشريف وقال ابْن الديبغ الشَّيْبَانِيّ صاحب كتاب " تَمْيِيز الطّيب من الْخَبيث فِيمَا يَدُور على أَلْسِنَة النَّاس من الحَدِيث " لم أقف عليه لهذا اللفظ وكفى به حجة والله أعلم.وإن كان معناه صحيحاً.ثانيا: مع عدم ثبوت هذا النص، وعدم نسبة لفظه إلى الفم النبوي الطاهر، ولكن معناه صحيح ويشهد له نصوص كثيرة من الوحيين وهاك بعضا منها.ثالثا: شواهد وأدلة من الوحيين على صحة معنى عبارة " الجزاء من جنس العمل" تشير إلى ذلك آيات كثيرة فى كتاب الله تعالى منها ما يأتي: — قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} — {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}] — {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}ومن السنة النبوية المطهرة — (حديث أبي صِرْمَةَ في صحيحي أبي داوود والترمذي) أن النبي — صلى الله عليه وسلم — قال: من ضَارَّ أضرَ الله به ومن شاقَّ شاقَّ الله عليه". من ضار: أي قصد إيقاع الضرر بأحد بلاحق. وشاق: أي قصد إلحاق المشقة بأحد]. — (حديث جابر في صحيح أبي داود) أن النبي — صلى الله عليه وسلم — قال: «مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنَ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ" — (حديث المستورد رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود) أن النبي — صلى الله عليه وسلم — قال: " مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً، — وَقَالَ مَرَّةً: أُكْلَةً —، فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ اكْتَسَى بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبًا، فَإِنَّ اللهَ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ، فَإِنَّ اللهَ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " — (حديث أبي برزة في صحيح أبي داوود) أن النبي — صلى الله عليه وسلم — قال: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ» وكم هناك من كلام لم يثبت كونه حديثاً لكن معناه صحيح وله شواهد من الكتاب العزيز والسنة الصحيحة نسأل الله تعالى الهداية لنا ولسائر الأمة المحمدية ذكورها وإناثها والتوفيق للعمل على ما يحبه ويرضاه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا والصلاة والسلام على سيدنا محمد ومن والاه.هذا وبالله التوفيق ومنه وحده العصمة من الزلل والخطأ والخلل فى القول والعمل.والله أعلم".◄ انفاق الوالد على ولده حتى يتخرَّج من الجامعة◄ أنا طالب علم وعاجز عن الكسب ولي أب موسر وإخوة موسرون فهل يلزمون جميعاً بنفقتي أو تكون على أحدهم وإذا كانت عليهم جميعاً فماذا يلزم كل واحد منهم؟► الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعدأولا: الأسباب الموجبة للنفقة على الخصوص ثلاثة: 1 — الزوجيةُ، 2 — والقرابة (الأقارب هم الأصول والفروع) 3 — والملك والأَصْلُ فِي وُجُوبِ النَفَقَةِ على الولد — بسبب القرابة — الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ:أَمَّا الْكِتَابُ — فَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}[. فأَوْجَبَ أَجْرَ رَضَاعِ الْوَلَدِ عَلَى أَبِيهِ، — وَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} — وقوله تعالى: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}وَمِنْ السُّنَّةِ — {قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِهِنْدٍ: خُذِي مَا يَكْفِيك وَوَلَدَك بِالْمَعْرُوفِ}.. فجعل النفقة عليه دون غيره — وعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم — قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم —:أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ، دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ» قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: " وَبَدَأَ بِالْعِيَالِ، ثُمَّ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا، مِنْ رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَى عِيَالٍ صِغَارٍ، يُعِفُّهُمْ أَوْ يَنْفَعُهُمُ اللهُ بِهِ، وَيُغْنِيهِمْ "رواه مسلم والترمذي. — وعَنْ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ — صلى الله عليه وسلم —، فَقَالَتْ: يَا بُنَيَّ، أَلَا أُحَدِّثُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم —؟، قُلْتُ: بَلَى يَا أُمَّهْ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ — صلى الله عليه وسلم — يَقُولُ: " مَنْ أَنْفَقَ عَلَى ابْنَتَيْنِ أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ذَوَاتَيْ قَرَابَةٍ يَحْتَسِبُ النَّفَقَةَ عَلَيْهِمَا حَتَّى يُغْنِيَهُمَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَوْ يَكْفِيَهُمَا، كَانَتَا لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ ". — وعن أبي هريرة — رضي الله عنه — قال: قال النبي — صلى الله عليه وسلم —: ((أفضلُ الصَّدَقة ما تركَ غِنىً، واليدُ العُليا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلى، ابْدأ بمَنْ تَعول، تَقُولُ المرأةُ: إمَّا أن تُطْعمَني وإمَّا تُطَلِّقَني ويَقُولُ العبدُ: أطْعمني واسْتَعملني، ويَقُولُ الابن: أطْعِمني، إلى مَنْ تدَعُني) فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله — صلى الله عليه وسلم —؟ قال: لا، هَذا مِنْ كِيسِ أبي هُريرة)) — وعن كعب بن عجرة — رضي الله عنه — قال: مرَّ على النبي — صلى الله عليه وسلم — رجل فرأى أصحاب رسول الله — صلى الله عليه وسلم — من جلده ونشاطه، فقالوا يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال — صلى الله عليه وسلم —: (إن كان خَرَجَ يَسْعَى على أولادٍ صِغارٍ فَهُوَ في سَبِيلِ اللَّه، وَإِنْ كان خَرَجَ يَسْعَى على أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ في سَبِيلِ اللَّه، وَإِنْ كان يَسْعَى على نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ في سَبِيلِ الله، وَإِنْ كان خَرَجَ يَسعَى رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ في سَبِيلِ الشَّيْطَانِ). رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. — وعن أَبى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» تَقُولُ المَرْأَةُ: إِمَّا أَنْ تُطْعِمَنِي، وَإِمَّا أَنْ تُطَلِّقَنِي.وَيَقُولُ العَبْدُ: أَطْعِمْنِي وَاسْتَعْمِلْنِي، وَيَقُولُ الِابْنُ: أَطْعِمْنِي، إِلَى مَنْ تَدَعُنِي "، فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟قَالَ: «لاَ، هَذَا مِنْ كِيسِ أَبِي هُرَيْرَةَ»وهكذا قد دل القرآن والسنة على أن الأب عليه النفقة على ولده الفقير وهكذا تواردت السنة المطهرة متوافقة ومتعاضدة ومتضافرة مع القرآن الكريم من كل وجه في هذا الحكم، وشارحة له، وهو وجوب إنفاق الوالد على ولده، ولا سيما عند الحاجة. من هنا قد اتفق العلماء على أن الوالد تجب عليه نفقة أولاده الصغار الذين لا مال لهم حتى يبلغوا الحلم.والله أعلم.