12 سبتمبر 2025
تسجيلتولى الحكم في 25 يونيو 2013 لكنه في تسع سنوات بنى دولة تبقى لألف عام بإذن الله ولذا نحن في قطر نعلم أن هذه الذكرى التاسعة على تولي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد إنما هي امتداد، بحول الله وقوته، لسنوات أخرى قادمة سوف تصبح فيها قطر في مقدمة الصفوف، كيف لا وكلنا يستذكر عبارة سموه التي قالها لحظة توليه الحكم منذ تسعة أعوام حينما قال "إذا وظفنا استثمارات كبرى ولم نحصل على نتائج ملائمة فلا يجوز المرور على ذلك مرور الكرام"، وذلك دليل على أن هذا القائد إنما كان همه أن يصنع من دولته دولة كبرى ليس في الشرق الأوسط حيثما تنتمي ولكن في العالم كما هو الحاصل اليوم بحمد الله ثم بعقلية هذا الحاكم الذي لم تقم سياسته على العشوائية وإنما بثقة ودراية ودراسة لكل خطوة وبما يليها من ثمار وعواقب. واليوم انظروا إلى قطر وإلى ترتيبها الذي باتت تحظى به وكم هي الإنجازات التي حققتها سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي أو الإنساني، فالحمد لله بنت قطر نفسها لتصبح اليوم منارة العمل الدبلوماسي الجاد والهادئ والذي تعقبه نتائج مثمرة لم تلق بظلالها على الدوحة فحسب، بل ساهمت في جعل العالم مكانا مناسبا لحل مشاكله، فأمسكت قطر عصا السياسة من المنتصف ولم تفرط في جانب وتمارس التفريط في الجانب الآخر ولم تغلّب طرفا على طرف آخر، لذا توجه لها الجميع طالبا الوساطة النزيهة التي لا تخالطها المصالح ولا الظلم، فباتت عاصمتها مكانا لطاولات الحوار والنقاش وجمع شمل المتخاصمين، فحققت بوساطاتها ما عجزت عنه لغة الحروب الدامية والنزاعات العنيفة التي تنجم عنها خسائر بشرية ومادية كما كان الحال في دارفور وجنوب السودان والصومال وأفغانستان ولبنان واليمن وغيرها من الدول التي كانت الصراعات تفتك بها فحاولت الدوحة أن تؤكد على قوة دبلوماسيتها وذكاء فرسان السياسة فيها الذين استطاعوا بفضل الله ثم بفضل القيادة أن ينجحوا وأن يحكموا لغة العقل على لغة العنف التي لم يكن منها أي طائل يرجى كما هو الحال في أفغانستان تحديدا الذي ظل تحت مطحنة الحرب لأكثر من عشرين عاما بين قوى غير متكافئة عسكريا وتحديدا بين القوات الأمريكية التي جثمت على صدور الأفغان محررين فإذا بالأفغان يرونهم محتلين ولتخرج الخلايا الحية التي لم تنم وقتها من حركة طالبان من جحورها وتقاوم الأمريكيين ليس بالقدرة العسكرية المتواضعة التي تمتلكها وإنما بسياسة أهل أفغانستان أدرى بشعابها إلى أن تبنت قطر مباحثات الطرفين وجمعتهما في عاصمتها للوصول إلى انسحاب أمريكي كامل من أفغانستان ووصول طالبان كما بدأت قبل عشرين عاما إلى سدة الحكم ووقف نزف الدم الذي كان ضحيته عشرات من الأبرياء المدنيين مع عدم التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية، ومثل هذه الوساطة نجحت وآتت أُكلها في دارفور وغيرها والحمد لله. نستطيع أن نؤكد أن هذا الدور الذي بات معروفا عن قطر تأديته بإتقان لم يكن الثمرة الوحيدة التي بتنا نستلذ مذاقها في قطر وإنما كان حرص سموه على الاستثمار في المواطن القطري الذي يسهم هو الآخر في بناء الوطن هدف القيادة الأكبر داخليا، فسعى سموه إلى تحقيق رفاهية الشعب ليقدموا أفضل ما لديهم لخدمة هذا الوطن، محققا موازنة معادلة صعبة بين النجاح في الداخل والنجاح في الخارج ليسيرا بخطين متوازيين في تأكيد على أن هذا البلد حظي بقيادة واعية ولديها بُعد نظر في أن الحكم يتولاه من يستحقه وهو خير خلف لخير سلف، حفظهما الله. [email protected] @ebtesam777