26 أكتوبر 2025
تسجيلتتجه الأنظار اليوم إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث النظر في القضية التي رفعتها قطر ضد الإمارات رأس الشر والفتنة، على خلفية العديد من التجاوزات في حقوق الإنسان من خلال ممارستها التمييز ضد المواطنين القطريين وانتهاكها للاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، بما في ذلك التمييز على أساس الجنسية، وهي لسوء حظ الإمارات العاثر أنها وقعت على هذه الاتفاقية، وبذلك فهي مُلزمة بعدم الإخلال بها أو رفضها! وكانت قطر قد عززت موقفها عندما قامت بتوثيق الانتهاكات على مدار ما يزيد على عام ومنذ بدء الحصار الجائر عليها في الخامس من يونيو العام الماضي، والتي تعددت في أشكالها كحقوق إنسانية مكفولة للجميع ولا ينبغي المساس بها أو انتهاكها بأي شكل من الأشكال، كالحق في التنقل والسفر والتعليم والعلاج. ولعل إدانة تقرير البعثة الفنية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة للإمارات العربية المتحدة على كافة التدابير التي اتخذتها هي ودول الحصار ضد قطر أصابتهم في مقتل وقلبت الطاولة عليهم إذ كان أمراً غير متوقع بالنسبة لهم نظراً لاصطدام تطلعاتهم وأمانيّهم برضوخ قطر لمطالبهم المذلة وابتزازهم لها! ويُحسب للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر ما قامت به من جهود جبّارة خلال عام كامل تمكنت من خلاله وبالأرقام من استقبال عدد 3970 شكوى تضمنت انتهاكات في التعليم وحق الملكية ولم شمل الأسر والتنقل والصحة والحق في ممارسة الشعائر الدينية والحق في العمل والإقامة، وهو ما يعني بأنهم لم يتركوا حقاً من حقوق الإنسان إلا وانتهكوه وهو ما تم توثيقه ورفعه بشهادات ضحاياها. ولا شك أن الإمارات وفي ظل ما تعانيه من أزمات اقتصادية لا تخفى على أحد ونتيجة لسياساتها الفاشلة التي أنهكت ميزانيتها وعلى رأسها حربها مع حليفتها السعودية في اليمن وما تكبدوه من خسائر فادحة فإنه من المؤكد بأنها ستتعرض لعقوبات ثقيلة عليها من محكمة العدل الدولية ستُكبدها المليارات، والأمر الذي سيكون قاصماً لظهرها نظراً لما تعانيه في الأساس من مشاكل اقتصادية قد تؤثر عليها في كافة النواحي وهو أمرُ متوقع! ولأنه لا يحيق المكر السيء إلا بأهله فقد عاشت أبوظبي طوال السنوات الماضية جنون العظمة والاستعلاء على من تراهم بنظرها ليسوا بشيء يُذكر وسارعت إلى تدبير الخطط الشيطانية للتوسع والغدر بالجيران والأشقاء للوصول إلى مرحلة الهيمنة والوصاية وهو ما كلّفها تبديد ثروات شعبها ومستقبل أجيالها وهاهي الآن تدفع فاتورة حماقتها وتغطرسها! ولو أردنا أن نختصر أفعال جارة الشر وتابعتها لكان أعظم وصف لهم ما قاله الخالق عزوجل في بني إسرائيل }كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ{ ( 79)، فممارساتهم خلال عام من الحصار وفجورهم في الخصومة وكراهيتهم وعدائهم لقطر وأهلها لا يُضاهيه شيء ولا يفوقه وصفاً! فاصلة أخيرة فاز السلطان أردوغان وخيب آمال دول الحصار، وأحبط كل محاولاتهم الدنيئة لإسقاطه لأنه صدق مع نفسه وأخلص لبلده ولم يتآمر على شعبه كما يفعل طُغاة العرب ووكلاء بني صهيون لنيل رضا سيدهم ترامب وصهره كوشنير!